السكوت
واغتنمْ ركعتين زُلفى إلى اللهِ
إذا كنتَ فارغاً مستريحا
وإذا ما هممتَ بالمنطق الباطِل
فاجعلْ مكانَهُ تسبيحا
إنْ بعضَ السُّكوتِ خير من النطق
وإنْ كنتَ بالكلام فصيحا
مراد الحب
وَكلُّ اجتهادٍ في سَواكَ مُضيَّعٌ .......... وَكلُّ كَلامٍ لاَ بِذكركَ آفاتُ
وكل اشتغالٍ لا بِحبكَ بَاطِلٌ .......... وَكل سَماعٍ لاَ لقولكَ زَلاّتُ
وكل اجتماعٍ لاَ إليكَ ضَلالةٌ .......... وَجدُّ وَسعيٌ لاَ إليكَ بَطَالاتُ
وكل وقُوفٍ لاَ لِبابكَ خَيبةٌ .......... وَكل عكوفٍ لاَ إليكَ جناياتُ
وكل اهتمامٍ دُون وصلكَ ضَائِعٌ .......... وَكل اتجاهٍ لا إليكَ ضَلالاتُ
وكل رجاءٍ دُون فضلكَ آيسٌ .......... وَكل حديثٍ عَن سِواكَ خطيئاتُ
وأنتَ مُرادُ الحُبِّ وَالغيرُ بَاطلٌ .......... فَطوبَى لِعبدٍ نَالَهُ مِنكَ أوقَاتُ
فيا ويحَ عينٍ حالفَ النومُ جَفنَها .......... فطوبى لعين حاربتها المناماتُ
تبيت إذا نَامَ الخليُّ سهيرةً .......... وأهل الجفا في لذة النوم أمواتُ
فيا ويلَ قَلبٍ لم تكنْ فيهِ سَاكنٌ .......... وَيا فَوزَ قَلبٍ فيهِ مِنكَ مِوداتُ
فطوبى لعبد شغله بك دائماً .......... كحال محب أدركته العناياتُ
وسحقاً لمطرودٍ عن البابِ مُبعداً .......... وليس له إلاّ التَشاغل هَماتُ
على نفسه فليبكِ من فاته الهدى .......... وليس له عزم إليك ونياتُ
وصَلِّ إلهي بُكرةً وعشيةً .......... على المصطفى تغشاه منك التحياتُ
فيا رب وفقنا لرؤياكَ نظرة .......... نَموتُ بها في الحب عندك موتاتُ
ويحي ولا يشقى حياة هنية .......... يرى الفرد حياً والمظاهر آياتُ
لو كان للقوم اسماع
وَكَيَفَ قَرَّتْ لأهلِ العِلمِ أعيُنهم .......... أو استَلذُّوا لَذِيذَ النومِ أو هَجَعُوا
وَالمَوتُ يُنذِرُهم جَهراً عَلانيةً .......... لَو كَانَ لِلقومِ أسمَاعٌ لَقَد سَمِعُوا
وَالنَارُ ضاحِيةٌ لا بُدَّ مَوردُهُمْ .......... وَليسَ يَدرون مَن يَنجُو ومَنَ يَقَعُ
قَد أمسَت الطَّيرُ والأنعام آمنة .......... وَالنُّونُ فِي البَحرِ لَمْ يُخْشَ لها فَزَعُ
والآدَمِي بَهَذا الكسبِ مُرتَهَنٌ .......... لَهُ رَقيبٌ عَلَى الأسرَارِ يَطلِعُ
حَتّى يُوافِيه يَومَ الجَمعِ مُنفَردا .......... وَخَصمهُ الجِلدُ والأبصَارُ والسمَعُ
إذ النَبيُّون وَالأشهَادُ قائمةٌ .......... وَالإنسُ وَالجِنُّ وَالأملاكُ قَد خَشعُوا
وَطَارَتَ الصُّحُفُ فِي الأيَدي مُنشرةً .......... فيهَا السَّرائِرُ وَالأخبارُ تُطَّلَعُ
يَوَدُّ قَومٌ ذَوو عِزِّ لَو انهُمُ .......... هُمُ الخَنَازِيرُ كَي يَنجُوا أو الضبُّعُ
كَيفَ شُهودُكَ والأنَباءُ وَاقِعةٌ .......... عَمَّا قليل وَلا تَدرِي بَمَا يَقَعُ
أفِي الجِنانِ وَفوزٍ لا انقِطاعَ لَهُ .......... أمْ الجَحيمِ فَمَا تُبِقي وَلا تَدعُ
تَهوِي بهَلكَاتِها طَوراً وَترفَعُهُم .......... إذَا رَجَوا مخرجَا مِن غَمِّها وَقَعُوا
طَالَ البُكاءُ فَلمَ يَنفعْ تَضرُّعُهم .......... هَيهَاتَ لا رِقَّةٌ تُغنِي وَلا جَزَعُ
هَلْ يَنَفَع العِلم قَبَل المَوتَ عَالِمَهُ .......... قَد سَالَ قَومٌ بَهَا الرُّجعَى فَمَا رَجَعُوا
ذهبَ الرجالُ
ذَهَب الرِّجَالُ المُقتَدَى بِفِعَالِهِم .......... وَالمُنكِرُونَ لِكُلِ أمرٍ مُنكَرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهم .......... بَعْضَا ليأخذ مُعْوِرٌ من معْورِ
رَكِبُوا ثَنِيّاتِ الطَرِيقِ فَأصبْحُوا .......... مُتَنَكِّبِينَ عَنِ الطَّرِيقِ الأكَبرِ
مَا أقَرَبَ الأشيَاءَ حِينَ يَسوُقُهَا .......... قَدَرٌ وَأبَعَدها إذَا لَمْ تُقدَرِ
العِلمُ زَينٌ لَلرِّجَالِ مُرُوءةٌ .......... وَالعِلمُ أنفَعُ مَن كُنُوزِ الجَوْهَرِ
أأخيّ إِنَّ مِن الرِّجَالِ بَهيمةً .......... فِي صُورَةِ الرَّجُلِ السَمِيعِ المُبصر
فَطِنٌ لِكلِّ مُصِيبَةٍ فِي مَالِه .......... وَإذَا يُصَابُ بِدِيِنهِ لَمْ يَشعُرِ
حلاوة الدنيا
هُمُومُك بالعَيشِ مَقُرونَةٌ فَما تَقطَعُ العَيشَ إلا بِهَمْ
حَلاَوَةُ دُنَياك مَسمُومَةٌ فَما تَأكُلُ الشَّهدَ إلاّ بِسَمْ
إذا كنتَ في نعْمةٍ فارعَهَا فإنّ المعاصي تزيل النِّعمْ
وحام عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقم
فإنْ تعط نفسك آماله - أفعند مناها يحل الندم
فأين القرون ومن حولهم تفانوا جميعاًوربي الحكم
محامد دنياك مذمومة فلا تكسب الحمد إلا بذم
إذا تمّ أمر بدا نقصه ترقب زوالاً إذا قيل تمْ فكم
قدر دبّ في مهلة فلم يعلم الناس حتى هجم
وإياك والظلم مهما استطعت فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى لتبصر آثار من قد ظلم
فتلك مساكنهم بعدهم شهود عليهم ولا تتهم
وما كان شيء عليهم أضَرَّ من الظلم وهو الذي قد قصم
فكم تركوا من جنان ومن قصور وأخرى عليهم أطم
صلوا بالجحيم وفات النعيم وكان الذي نالهم كالحلم
يَا عُدُولَ البلاَدِ أنتُم ذِئابٌ
يَا عُدُولَ البلاَدِ أنتُم ذِئابٌ .......... سَتَرتَكُمْ عَن العُيُونِ الثِّيابُ
غَيرَ أنَّ الذِّئَابَ تَصْطَادُ وَحْشاً .......... وَمَبَاآتُهَا القِفَارُ اليَبَابُ
وَيَصِيدُ العُدُولُ مَالَ اليَتَامَى .......... بِاقْتِنَاص كَمَا يَصِيدُ العُقَابُ
عَمَرُوا مَوْضِعَ التَّصَنُّعِ منْهُم .......... وَمَحَلُّ الإخْلاصِ مِنْهُمْ خَرَابُ
رِّيحُ الشَّرقِ
هَبَّتِ الرِّيحُ مِن الشَّرقِ فَجَاءَتِني بِرِيحِكْ
فَتَنشَّقْتُ نَسِيمَ العَيشِ مِنْ طِيبِ نُفُوحِكْ
فَتَوهَّمتُكِ حَتَّى خِلْتُنِي بَيْنَ كُشُوحِكْ
كَيفَ أنسَاكِ وَرُحِي صُنِعَتْ مِن جِنْس رُوحِكْ
صديق السفر
إذَا صَاحَبتَ فِي الأسفَارِ قَوماً فَكُن لَهمْ كَذِي الرَّحِمِ الشَّفِيقِ
بِعَيِبِ النَّفس ذا بصرٍ وَعِلمٍ عَمِيَّ القَلبِ عَن عَيبِ الرَّفِيقِ
وَلاَ تَأخذْ بِعثَرَةِ كُلِّ قَومٍ وَلَكنْ قُلْ : هَلمَّ إلى الطَّريق
فَإنْ تَأخُذْ بِهَفوَتِهمْ تُمَلُّ وَتَبقَى فِي الزَّمَانِ بِلا صَديِق
وَإذَا تُبَاعُ كَرِيمَةٌ أوْتشترى
وَإذَا تُبَاعُ كَرِيمَةٌ أوْ تُشْتَرى .......... فَسِوَاكَ بائِعُهَا وَأنتَ المُشْتَرى
وَإذَا تَوعَّرَتِ المَسالِكُ لَمْ يَكُن .......... فِيهَا السَّبِيلُ إلىَ نَدَاكَ بِأوْعَرِ
وَإذَا صَنَعْتَ صَنِيعةً أتَمَمْتَهَا .......... بَيَدَينِ لَيْسَ نَدَاهُمَا بِمُكَدَّرِ
وَإذَا هَمَمْتَ لَمُعتَفِيكَ بِنَائلٍ قَالَ .......... النَّدَى فَأطعْتَه لَكَ : أكثِرِ
يَاوَاحِدَ العَرَبِ الَذي مَا إنْ لَهُم .......... مِنْ مَعْدِلٍ عَنهُ وَلاَ مِنْ مقصِرِ
كل رمح
كُلُّ عَيشِ قَدْ أرَاهُ نَكِداً غَير رُكنِ الرُّمحِ فِي ظِلِّ الفَرَسْ
وقَيامٍ فِي لَيَالٍ دُجُنٍ حَارساً للناس فِي أقصىَ الحَرَسْ
رافع الصوت بتكبير له ضجة فيه ولا صوت جرس
يتبع