نعيب زماننا
نَعِيْـبُ زَمَانَنَـا وَالعَيْـبَ فِينَـا
وَمَـا لِزَمَانِنَـا عَيْـبٌ سِـوَانَا
وَنَهْجُـوا ذَا الزَّمَانِ بِغَيرِ ذَنْـبٍ
وَلَوْ نَطَـقَ الزَّمَـانُ لَنَا هَجَـانَا
وَلَيْـسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْـبٍ
وَيَأْكُـلُ بَعْضُـنَا بَعْضـاً عَيَـانَا
اذا نطق السفيه
إِذَا نَطَـقَ السَّفِيـهُ فَـلا تُجِبْـهُ
فَخَيـرٌ مِنْ إِجَـابَتِهِ السُكُـوتُ
فَـإِنْ كَلَّمْتَـهُ فـَرَّجْـتَ عَنْـهُ
وَإِنْ خَـلَّيْتَـهُ كَمَـداً يَـمُـوتُ
مكارم الاخلاق
عَفَوّتُ ولم أَحْقـد عَلى أَحَـدٍ
أَرَحْتُ نَفسِي من هَمْ العَـدَاواتْ
إِنْي أُحَيّيِ عَـدُوِّي عِنْدَ رُؤيَتِـه
لأَدْفَـعَ الشَّـر عَنِّي بالتَحِيَّـاتْ
وَأَظْهَـر البَشَر للإِنْسان أَبْغَضَـهُ
كَمَا إن قَدْ حَشَى قَلْبِي مَحَبَّـاتْ
دع الأيام
دَعِ الأَيَّـامَ تَفْعَـلُ مَا تَشَـاءُ
وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَـاءُ
وَلا تَـجْزَعْ لِحَـادِثَةِ اللَّيَالِـي
فَمَا لِحَـوَادِثِ الدُّنْيَـا بَقَـاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً
وَشِيمَتُـكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَـاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَـرَايَا
وَسَرّكَ أَنْ يَكُـونَ لَهَا غِطَـاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَـاءِ فَكُلُّ عَيْـبٍ
يُغَطِّيـهِ كَمَا قِيـلَ السَّخَـاءُ
وَلا تُـرِ لِلأَعَـادِي قَـطُّ ذُلاً
فَإِنَّ شَـمَاتَةَ الأَعْـدَاءِ بَـلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَـخِيلٍ
فَمَا فِي النَّـارِ لِلظَّمْـآنِ مَـاءُ
وَرِزْقُـكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّـي
وَلَيْسَ يَـزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَـاءُ
وَلا حُـزْنٌ يَدُومُ وَلا سُـرُورٌ
وَلا بُـؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَـاءُ
إِذَا مَا كُنْـتَ ذَا قَلْبٍ قَنُـوعٍ
فَأَنْـتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَـوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَـتْ بِسَـاحَتِهِ المَنَـايَا
فَـلا أَرْضٌ تَقِيـهِ وَلا سَـمَاءُ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِـعَـةٌ وَلكِـنْ
إِذَا نَزَلَ القَضَـا ضَاقَ الفَضَـاءُ
دَعِ الأَيَّـامَ تَغْـدِرُ كُلَّ حِيـنٍ
فَمَا يُغْنِـي عَنِ المَوْتِ الـدَّوَاءُ
إذا المرء
إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً
فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرْ عَلَيْـهِ التَّأَسُّفَـا
فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ
وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفـا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ
وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا
إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً
فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا
وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ
وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ بِالجَفَـا
وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ
وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـا
سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا
الدهر يومان
الدَّهْـرُ يَوْمَـانِ ذَا أَمْنٌ وَذَا خَـطَرُ
وَالعَيْشُ عَيْشَـانِ ذَا صَفْوُ وَذَا كَـدَرُ
أَمَا تَرَى البَحْرَ تَعْـلُو فَوْقَهُ جِيَـفٌ
وَتَسْتَقِـرُّ بِأَقْصَـى قَاعِـهِ الـدُّرَرُ
وَفِي السَّـمَاءِ نُـجُومٌ لا عِدَادَ لَهَـا
وَلَيْسَ يُكْسَفُ إِلاَّ الشَّمْسُ وَالقَمَـرُ
الزهد
يأتــيــك بالأرزاق مـن حــيـث لا تــدري
علـــيك بتـــقوى الله إن كنــــت غافــلا
فقد رزق الطــيــر والحـــوت في الــبحر
فــكــيف تــــخاف الفـقــر والله رازقـــــا
مــا أكــل العــصـــفــور مــــع النـــســـر
ومــن ظــن أن الرزق يأتــــــي بــقــوة
إذا جــن ليـل هـل تعــش إلى الفـجــر
نـــزول عــن الــدنــيـا فإنــــك لا تــدري
وكم من سقيم عاش حينا من الـدهر
فـكم من صـحيح مات من غـير عـلــة
وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
وكم من فتى أمسى و أصبح ضاحكا
فـلا بـد من يوم يسير فيه إلى الـقبـر
فـــمـــن عـــاش ألـــفـــا وألـــفـــيـــن
الرضاء بقضاء الله
وطب نفساً إذا حكم القضاء
دع الأيام تفعل ما تشاء
فما لحوادث الدنيا بقاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
وشيمتك السماحة والوفاء
وكن رجلاً على الأهوال جلداً
وسرَّك أن يكون لها غطاء
وإن كثُرت عيوبك في البرايا
يغطيه كما قيل السخاء
تستر بالسخاء فكل عيب
فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا تُر للأعادي قط ذلاً
فما للنار للظمآن ماء
ولا ترجُ السماحة من بخيل
وليس يزيد في الرزق العناء
ورزقك ليس يُنقِصُه التأني
ولا بؤس عليك ولا رخاء
ولا حزن يدوم ولا سرور
فأنت ومالك الدنيا سواء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فلا أرض تقيه ولا سماء
ومن نزلت بساحته المنايا
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
وأرض الله واسعة ولكن
إكرام النفس
قَنَعْـتُ بِالقُـوتِ مِنْ زَمَـانِـي
وَصُنْـتُ نَفْسِـي عَـنِ الهَـوَانِ
خَوفـاً مِـنَ النَّـاسِ أَنْ يَقُولُـوا
فَضْــلُ فُـلانِ عَلَـى فُـلانِ
مَـنْ كُنْـتُ عَـنْ مَالِـهِ غَنِيّـاً
فَـلاَ أُبَـالِـي إِذَا جَفَــانِـي
وَمَـنْ رآنِـي بِعَيــنِ نَقْـصٍ
رَأَيْتُــهُ بِـاللتِــي رَآنِــي
وَمَـنْ رَآنِــي بِعَيــنِ تَـمٍّ
رَأَيْتُــهُ كَـامِـلَ المَعَـانِـي
يا هاتكاً
يَا هَاتِكـاً حُـرمَ الرِّجَـالِ وَقَاطِعـاً
سُـبُلَ المَوَدَّةِ عِشْـتَ غَيْـرَ مُكَـرَّمِ
لَوْ كُنْتَ حُـرَّاً مِنْ سُـلالَةِ مَاجِـدٍ
مَا كُنْتُ هَتَّـاكـاً لِحُـرْمَةِ مُسْـلِمِ
مَنْ يَـزْنِ يُـزْنَ بِـهِ وَلَـوْ بِجِـدَارِهِ
إِنْ كُنْـتَ يَـا هَـذَا لَبِيْبـاً فَافْهَـمِ
زن من وزنك
زِنْ مَنَ وَزَنْـكَ بِـمَا وَزَنْـكَ
وَمَـا وَزَنْـكَ بِـهِ فَـزِنْـهُ
مَنْ جَـا إِلَيـكَ فَـرُحْ إِلَيـهِ
وَمَـنْ جَفَـاكَ فَصُـدَّ عَنْـهُ
مَـنْ ظَــنَّ أَنَّــكَ دُونَـهُ
فَـاتْـرُكْ هَـوَاهُ إِذَنْ وَهِنْـهُ
وَارْجِـعْ إِلَـى رَبِّ العِبَــادِ
فَكُـلُّ مَـا يَـأْتِيـكَ مِنْــهُ
تعف نساءكم
عُفّـوا تَعُفُّ نِسَـاؤكُمْ فِي المَحْرَمِ
وَتَجَنَّبُـوا مَـا لا يَلِيـقُ بِمُسْلِـمِ
إِنَّ الزِّنَـا دَيْـنٌ فَـإنْ أَقْرَضْتَـهُ
كَانَ الوَفَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِـكِ فَاعْلَـمِ
إن الملوك
إِنَّ المُلُـوكَ بَـلاءٌ حَيْثُـمَا حَلُّـوا
فَـلا يَكُنْ لَكَ فِي أَبْوَابِـهِمْ ظِـلُّ
مَاذَا تُـؤَمِّلُ مِنْ قَـوْمٍ إِذَا غَضِبُـوا
جَـارُوا عَلَيْكَ وَإِنْ أَرْضَيْتَهُمْ مَلُّـوا
فَاسْتَـغْن بِاللهِ عَنْ أَبْوَابِـهِم كَرَمَـا
إِنَّ الوُقُـوفِ عَلَـى أَبْـوَابِـهِمْ ذُلُّ