اليس غريباً ان تنزل آخر رسالة سماوية في أفقر منطقة من العالم !
ففي بدايات القرن السابع كان عدد سكان الكوكب يقارب 200 مليون نسمة.
تركز معظمهم على سواحل البحار في الصين والهند، وتحديداً في احواض الأنهار الخصبة، كذلك في احواض انهار النيل ودجلة والفرات. وفي هذه التجمعات كانت بداية الحضارة الانسانية. ومع هذا فقد نزلت الرسالة السماوية على قبائل رحل مشكلتهم الاساسية في الحياة هي تدبير لقمة العيش والصراع من اجل البقاء على قيد الحياة، كانوا كمن ينحت في الصخر للحصول على الرزق بعكس هؤلاء الذين يعيشون في المناطق الخصبة التي توفر لهم الارض والمياه انواع مختلفة من الطعام الوفير.
الحكمة الإلهية تقول لنا أن الفقر ليس عيباً، فالمسألة تتعلق بقدرات الفرد ونشاطه. ولكن العيب هو تقصير المجموع في حق الفرد، في معرفة ان فرد في المجتمع يعاني من الجوع ولا احد يهتم ويقوم بعمل شيء حيال ذلك. والقرآن الكريم يحتوي على آيات كثيرة عن الفقر والجوع والاملاق .
اما الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) فقد ربط الكفر والفقر معاً في حديثه الشريف الذي يدعو فيه ربه
( اني اعوذ بك من الكفر والفقر ). ولكن اهم حديث للرسول الكريم على الاطلاق قوله (ص)
(ليس المؤمن من بات شبعان وجاره طاوٍ).
وكثير من كتب الحديث تصف هذا الحديث بانه ضعيف وغير مسند الخ وذلك لخوف وعاظ
السلاطين من انعكاس مفهوم هذا الحديث على اولياء نعمتهم...
ولكن الحديثين السابقين جزء اساسي من الدعوة المحمدية ويتماشيان مع مفاهيمها.
والحديث السابق عن الجار يبين ان المسألة أخطر مما نتصور في موضوع الجوع فإغلاق العينين للنوم مع وجود جار جائع يعني إغلاق الضمير، وقطعاً لا يوجد مؤمن بلا ضمير.
والحديث أيضاً لم يحدد معرفة المؤمن او عدم معرفته بحالة الجار !
ستكون قمة المآسي لو كنت تعرف ان جارك الذي يسكن جانبك جائع ولا تفعل شيئاً !
(الجار) لا يعني الساكن في البيت المجاور لبيتك، كما يتخيل البعض، بل هو كل فرد يسكن الدولة ، بغض النظر عن عرقه ودينه، ويتطلب ذلك من المؤمن من اجل الحفاظ على ايمانه ان يضع آليات معينة تنوب عنه في معرفة الجار الجائع، ومن هذه الآليات إختيار او فرض الحاكم الصالح ومراقبة أداءه !
الحاكم الصالح في ايامنا هذه هي الحكومة التي ترعى مصالح اضعف وافقر فرد في شعبها ولا تتركه يواجه مصاعب الحياة وتحدياتها لوحده . ويراقبها مجلس نيابي منتخب ديمقراطياً يكون عين الشعب الساهرة على اداء الحكومة وسلطة قضائية يتساوى امامها الحاكم والمحكوم. اضافة الى صحافة حرة تفضح اي تلاعب من افراد السلطة الحاكمة .
فهل تنطبق هذه المفاهيم الواردة في الحديث على اوضاع (دولنا) الحالية ؟
فهمها الخليفة عمر بن الخطاب، اول مؤسس للدولة الاسلامية ، وعبر عن ذلك مراراً في حديثه عن مسؤوليته عن ضياع الجمل على شاطىء الفرات. كانت عيناه مليئة بالدموع وهو يجري مهرولاً حاملاً الطعام للأطفال الجياع وأمهم بعد ان سمع صراخهم في احدى جولاته التفقدية في ليل المدينة ووجدها تضع حصى في ماء القدر بدل الطعام علّ النوم يغالبهم في الانتظار. ولحاكم مثله دموع الخوف من جسامة المسؤولية التي يحملها وعدم قدرته على تنفيذ ما حمّله له المؤمنون ليناموا مرتاحي البال والضمير.
أما آخر خليفة منتخب، علي بن ابي طالب، فقد صرح قائلاً: لو كان الجوع رجلاً لقتلته!
ففي بدايات القرن السابع كان عدد سكان الكوكب يقارب 200 مليون نسمة.
تركز معظمهم على سواحل البحار في الصين والهند، وتحديداً في احواض الأنهار الخصبة، كذلك في احواض انهار النيل ودجلة والفرات. وفي هذه التجمعات كانت بداية الحضارة الانسانية. ومع هذا فقد نزلت الرسالة السماوية على قبائل رحل مشكلتهم الاساسية في الحياة هي تدبير لقمة العيش والصراع من اجل البقاء على قيد الحياة، كانوا كمن ينحت في الصخر للحصول على الرزق بعكس هؤلاء الذين يعيشون في المناطق الخصبة التي توفر لهم الارض والمياه انواع مختلفة من الطعام الوفير.
الحكمة الإلهية تقول لنا أن الفقر ليس عيباً، فالمسألة تتعلق بقدرات الفرد ونشاطه. ولكن العيب هو تقصير المجموع في حق الفرد، في معرفة ان فرد في المجتمع يعاني من الجوع ولا احد يهتم ويقوم بعمل شيء حيال ذلك. والقرآن الكريم يحتوي على آيات كثيرة عن الفقر والجوع والاملاق .
اما الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) فقد ربط الكفر والفقر معاً في حديثه الشريف الذي يدعو فيه ربه
( اني اعوذ بك من الكفر والفقر ). ولكن اهم حديث للرسول الكريم على الاطلاق قوله (ص)
(ليس المؤمن من بات شبعان وجاره طاوٍ).
وكثير من كتب الحديث تصف هذا الحديث بانه ضعيف وغير مسند الخ وذلك لخوف وعاظ
السلاطين من انعكاس مفهوم هذا الحديث على اولياء نعمتهم...
ولكن الحديثين السابقين جزء اساسي من الدعوة المحمدية ويتماشيان مع مفاهيمها.
والحديث السابق عن الجار يبين ان المسألة أخطر مما نتصور في موضوع الجوع فإغلاق العينين للنوم مع وجود جار جائع يعني إغلاق الضمير، وقطعاً لا يوجد مؤمن بلا ضمير.
والحديث أيضاً لم يحدد معرفة المؤمن او عدم معرفته بحالة الجار !
ستكون قمة المآسي لو كنت تعرف ان جارك الذي يسكن جانبك جائع ولا تفعل شيئاً !
(الجار) لا يعني الساكن في البيت المجاور لبيتك، كما يتخيل البعض، بل هو كل فرد يسكن الدولة ، بغض النظر عن عرقه ودينه، ويتطلب ذلك من المؤمن من اجل الحفاظ على ايمانه ان يضع آليات معينة تنوب عنه في معرفة الجار الجائع، ومن هذه الآليات إختيار او فرض الحاكم الصالح ومراقبة أداءه !
الحاكم الصالح في ايامنا هذه هي الحكومة التي ترعى مصالح اضعف وافقر فرد في شعبها ولا تتركه يواجه مصاعب الحياة وتحدياتها لوحده . ويراقبها مجلس نيابي منتخب ديمقراطياً يكون عين الشعب الساهرة على اداء الحكومة وسلطة قضائية يتساوى امامها الحاكم والمحكوم. اضافة الى صحافة حرة تفضح اي تلاعب من افراد السلطة الحاكمة .
فهل تنطبق هذه المفاهيم الواردة في الحديث على اوضاع (دولنا) الحالية ؟
فهمها الخليفة عمر بن الخطاب، اول مؤسس للدولة الاسلامية ، وعبر عن ذلك مراراً في حديثه عن مسؤوليته عن ضياع الجمل على شاطىء الفرات. كانت عيناه مليئة بالدموع وهو يجري مهرولاً حاملاً الطعام للأطفال الجياع وأمهم بعد ان سمع صراخهم في احدى جولاته التفقدية في ليل المدينة ووجدها تضع حصى في ماء القدر بدل الطعام علّ النوم يغالبهم في الانتظار. ولحاكم مثله دموع الخوف من جسامة المسؤولية التي يحملها وعدم قدرته على تنفيذ ما حمّله له المؤمنون ليناموا مرتاحي البال والضمير.
أما آخر خليفة منتخب، علي بن ابي طالب، فقد صرح قائلاً: لو كان الجوع رجلاً لقتلته!