حياة سعيدة وفراق حزين
س1: ( وكان الشيخ غانم المقدسي من أعيان دمشق ووجهائها المعدودين ، له أملاك كبيرة وضياع واسعة ورثها عن آبائه، وكان رجلا طيبا يحب الصدقة ويحضر مجالس العلم وقد كبر في السن ولم يسلم له منالولد إلا ابن يدعي موسى كان قد انفق في تربيته وتهذيبه كثيراً من المال ليجعل منه رجلا صالحاً يخلد ذكراه ويخلفه في بيته المجيد)
أ – كان الشيخ غانم المقدسي من أعيان دمشق ووجهائها المعدودين . ما مظاهر ذلك ؟ مظاهر ذلك:-
1 – قصره الكبير الذي تحيط به حديقة الكروم وأشجار التين والتفاح والزيتون .
2 – أملاكه الكبيرة وضياعه الواسعة التي ورثها عن آبائه.
3 – حبه الصدقة وحرصه علي حضور مجالس العالم.
ب – هل تحقق للشيخ غانم المقدسي ما كان يأمله لولده موسى؟ وضح ذلك ؟
لا لم يتحقق له ما كان يأمله لولده موسى ، فقد كان الشيخ غانم المقدسي يأمل أن يصبح ابنه رجلا صالحاً يخلد ذكراه ويخلفه في بيته المجيد ولكن موسى أخلف ظنه، فنشأ فاسد الخلق ، وأصبح ميالا إلي الشراب واللهو ومخالطة عشراء السوء، وقد يئس أبوه من إصلاحه ، حتى ترك حبله علي غاربه، واعتبره كأنه لم يكن ، ولولا مكان والدته وشفاعتها فيه لطرده من بيته وتخلص من معرته (أي عاره وإساءته).
ج – لماذا كان الشيخ غانم جاداً في شراء غلام يأنس به؟ ولماذا اشتري جلنار ؟ وهل تؤيده في ذلك؟
لأنه يئس من ولده ففكر في شراء غلام وسيم حسن الطلعة عسي أن يتخذه ولداً يأنس به ويطمئن إليه ويجد عنده من البر والاستقامة ما فقد في ولده، وتردد كثيرا علي أسواق الرقيق حتى وجد ما يريد في قطز فاشتراه دون تردد لما توسم فيه من الخير والنبل واشتري جلنار ليتخذها ابنة تؤنسه وتؤنس زوجته العجوز،
وإني أؤيد الشيخ غانماً في صنيعه، فرجل في سنه يحتاج لمن يعوضه عن فساد ابنه وعقوقه ومن يؤنس وحدته ويخفف عنه بعض هموم الحياة وكذلك زوجته العجوز تحتاج إلي جليسة تؤنس وحشتها وترعاها.
د – هل تحقق رجاء الشيخ غانم في مملوكيه؟
نعم فلم تمض عليهما في حوزته إلا أيام قلائل حتى تبين إخلاصهما في حبه وتعلقهما الشديد به، فأحبهما وأنزلهما من نفسه منزلا كريماً، وبالغ في رعايتهما والعطف عليهما ووكل بهما من ساعدهما علي تعلم اللسان العربي فأتقناه في زمن قصير.
س2: (استفاضت هذه الأخبار في دمشق حتى صارت حديث الناس في مجالسهم وأسمارهم وتذكروا وقائع جلال الدين وخوارزم شاه مع التتار ، وما حل بهما من النكبات العظام حتى انطوي ملكهما وانقطع دابرهما).
أ – هات مرادف (استفاضت) وفسر معني (انقطع دابرهما) وهات مفرد (أسمار) و(وقائع) وجمع (دابر) .
مرادف استفاضت (انتشرت) معني انقطع دابرهما ( ماتوا جميعا) مفرد أسمار ( سمر) ومفرد وقائع (وقعة) أو( وقيعة) ووقعة الحرب هي صدمة بعد صدمة، وجمع دابر (أدبار).
ب – ما الأخبار المشار إليها في صدر العبارة؟ وكيف استقبلها أهل دمشق؟
الأخبار هي موت الطاغية جنكيز خان في مسقط رأسه وتراجع التتار إلي بلادهم ورجوعهم عن غزو بلاد الإسلام لما بلغهم خبر هلاكه وبلغهم أيضاً موت السلطان جلال الدين قتيلاً .
وقد استقبل أهل دمشق هذه الأخبار بفرح عظيم ، وذهب عنهم الخوف والهلع وحمدوا الله علي أن كفاهم شر أولئك المتوحشين الذين يحلون الخراب والدمار في كل بلد ينزلونه.
واستقبل الناس نبأ مقتل جلال الدين في جبل الأكراد بين شامت بموته، لما ارتكبه في بلاد الملك الأشرف من الأفاعيل المنكرة ، وبين حزين عليه ، لما قام به ، وقام به أبوه من قبله من جهاد التتار ، وصد جموعهم عن بلاد الشام.
ج – متي علم قطز وجلنار بنبأ مقتل جلال الدين؟ وما الآثار النفسية التي ترتبت علي ذلك ؟ وفيم وجدا العزاء والسلوي؟
علم قطز وجلنار بنبأ مقتل جلال الدين عندما انتشرت الأخبار وعمت كل دمشق وصارت حديث الناس جميعاً ، وقد حزنا كثيراً وأصابهما الجزع ، وانقطع أملهما في العودة إلي أيام عزهما وتخليصهما من ذل الرق.
وعزاؤهما في ذلك ما كان يجدان من بر مولاهما وحسن رعايته وإحسانه لهما.
د – بالغ الشيخ غانم المقدسي وزوجته في تكريم قطز وجلنار وضح ذلك ؟
كان الشيخ غانم المقدسي وزوجته يعلمان بالصلة البريئة الطاهرة بين قطز وجلنار فشملاهما بالعطف والرضا وتعهداهما بالتنمية وواعداهما بتزويج أحدهما من الآخر عندما يبرأ الشيخ من مرض الشلل الذي ألم به ولما طال عليه مرضه أوصي لهما بجزء من أملاكه، وبأن يعتقا بعد موته تقديراً لخدمتهما وعظيم طاعتهما ووفائهما.
هـ من الذي نغص علي قطز وجلنار حياتهما في قصر الشيخ غانم في حياته وبعد مماته؟ وكيف تم له ذلك ؟
إنه موسى الذي زادت غيرته من قطز لثقة أبيه فيه، وتسليمه مقإليد خزائنه فشق ذلك علي موسى وغاظه أن يتسلم راتبه اليومي من مملوك أبيه ومما زاده حقداً عليه أنه كثيراً ما يحتاج إلي المال لينفقه في سبيل الفساد فيرفض قطز ويقول له: " هذا مال سيدي وإنما أنا أمين عليه فلا أفرط فيه ولكن استأذن أباك فإن أذن لك أعطيتك منه ما تحب" فيهدد موسىقطز وقطز لا يهتم بتهديده.
ولم تسلم جلنار من إيذائه ومضايقته : إذ كان يغازلها ويسمعها كلمات يندي لها جبينها وينفر منها سمعها ، فاشتكته إلي مولاتها التي عنفته وقالت له إنها زوجة قطز وهددته بقطع نفقته وطرده من المنزل إذا عاد إلي مضايقتها وزاده هذا كراهية لقطز وغيرة منه، وبعد موت الشيخ غانم المقدسي قام قطز وجلنار علي خدمة مولاتهما العجوز وصبرا في سبيلها علي ما يصبيهما من لسان موسى ويده إذ جعل يضطهدهما ويعتدي علي قطز بالسب والضرب فيصبران إكراماً لمولاهما الراحل ، ورعاية لمولاتهما الحزينة، واتصل بجماعة من فقهاء السوء فأبطلوا له وصية أبيه بصدد عتقهما والأملاك التي أوصي بها لهما.
و– ما موقف قطز من موسى؟
كان يعطف عليه ، ويرق لحاله، ولايشكوه لأبيه حتى لا يزيد مرضه ، وكان كثيراً ما ينصحه بالبُعد عما هو فيه من الشراب والفساد ، ويعده بالسعي عند أبيه لزيادة راتبه.
س3: (يا مولاتي لا أريد بخدمتك بدلا ، بيد أني أخاف أن يتحرش بي موسى وقد نفد صبري فأسيء إليه فيغضبك ذلك منى… وما يكون لي أن أعتدي علي ابن مولاي الذي أكرم مثواي وأحسن إلي)
أ – ما معني " يتحرش بي" وما مرادف " بيد" وهات مقابل " مثواي" وما الغرض من النداء ( يا مولاتي)؟
يتحرش بي (يتعرض لي بخشونة) ، مرادف بيد (غير) ، مقابل مثواي (رحيلي) والغرض من النداء (إظهار التودد).
ب – ما شعور السيدة العجوز عندما علمت بإبطال ابنها وصية أبيه بشأن قطز وجلنار وبم وعدتها؟ وهل تحقق لها ما وعدت به؟ ولماذا؟
عندما علمت السيدة العجوز بإبطال ابنها وصية أبيه غضبت من عمله، وصبت لعناتها علي رأسه ، وأخذت تواسيهما وتقول لهما: إنهما سيكونان تحت رعايتها وحمايتها ، ولن يمسهما موسى بسوء ووعدتهما بأنها ستجتهد حين تقسم التركة أن تجعلهما من نصيبها فتعتقهما وتزوجهما وتجعل لهما رزقاً يعيشان منه.