الواقعية وفقه الواقع
الواقعية حالة فطرية لاينبغي تجاوزها ، أو العمل على الغائها ، تحت أي ظرف من الظروف أو ذريعة من الذرائع .
والواقعية يفرضها المنهج العلمي لاالوهمي أوالمزاجي والانفعالي ، وهي وليدة الإدراك ، وبُعد النظر، وملاحظة السنن الكونية ، ومعرفة العصر، ومجريات الأحداث ، فيأتي التصرف بعد ذلك ، سديداً حكيماً متوازناً وموفقا . ونضّر الله وجه من قال :{ رحم الله امرءا ً عرف زمانه واستقامت طريقته }
ومن نتائج الواقعية ، قيام حالة صحية لاتفريط فيها ولا إفراط ، ولا ترخص معها ولا غلو .. فلا تعثر وهلاك بسبب تنطع ، ولا فشل نتيجة استعجال وتهور ، وإنما نجاح وفلاح نتيجة وضع الأمور في مواضعها ، ودراسة الخطى قبل خطوها ، وتقليب وجهات النظر المختلفة قبل اتخاذ القرار،فضلا عن تمحيص الامور بالتشاور والحوار.
والاسلام حض على اعتماد الواقعية تفكيرا وتخطيطا وتصرفا ، مما أسس لما يسمى [ بفقه الواقع ] وهوالفقه الذي يحض على ربط الاجتهاد بالواقع ، والا كان اجتهادا خياليا لاصلة له بالمجتمع والناس ، ولا يمكن أن يترك فيهم أثرا طيبا ، وفي الغالب يكون ضرره أكبر من نفعه ، هذا إن نتج عنه نفع ما ؟
والحقيقة أن عدم الأخذ بفقه الواقع ، وملاحظة فطرة الواقعية بات يشكل خطرا على المجتمعات البشرية ، ولا استثني من ذلك حتى الساحة الاسلامية .
إن الكثير مما يجري هنا وهناك وهنالك باسم الاسلام وتحت عناوين ولافتات اسلامية عريضة تكون نتيجته الفشل ، وقد يتسبب بالكثير من المضار والمفاسد والمآسي ، فضلا عن الاساءة الى الاسلام وتشويه صورته ؟
المنحى الافتراضي؟
ومن الملاحظ في هذا العصر شيوع المنحى او المنهج الافتراضي ، كسبيل للهروب من الواقع ، تحت ذريعة التسلية ، وحفز ملكة الخيال ؟
إن الكثيرمن البرامج ـ أفلاما والعابا وأدوات ـ قد بات معظمها اسطوريا افتراضيا ، ومن شأنها أن ينشيء ذهنية إفتراضية وأجيالا خرافية التفكير والتحليل والتصرف ؟
في تقرير من واشنطن كتبه [ كارل بيتس ] وتناول فيه ما اعتبره مرض الادمان على مشاهدة الافلام والبرامج الافتراضية ، جاء فيه :[ يطالب العلماء ، صانعي الهاب الفيديو معالجة إحدى المشاكل وتدعى "دوار العاب الفيديو" وما يصاحبه من تصبب للعرق وغثيان وضيق ، ويؤدي عدم التطابق بين الواقع المعاش والواقع الافتراضي الى ارباك الذهن والعينين ] ويقول البروفسور توماس فيرنس : أن دماغ الانسان قد يتعرض للضرر إذا واصل الفرد التحول من الواقع المعاش الى الواقع الافتراضي ] جريدة الشرق الاوسط 23/12/1995
إن من إحكام خلق الله تعالى للانسان ، أن جعل له منافذ ذات قدرات محددة وواقعية في نطاق التعامل مع ما يجري حوله ويعرض له من شؤون مختلفة . فعقله وتفكيره وبصره وسمعه كلها تخضع لبرمجة معينة، ذلك أن كل خـَـلق ميسرٌ لما خـُلق له ، وكل تجاوز لهذه البرمجة من شأنه أن يُحدث خللا يصعب إدراك حجمه ونتائجه وأثاره ؟ وما يقع اليوم من تصرفات شاذة وغريبة ومريبة وقد لاتصدق أحيانا ، هي في الحقيقة أثر من آئارالجهل أوالوهم أوالخيال وعدم الواقعية ، كائنا ما كانت ذرائعها وغاياتها ؟
والخلاصة .. أن البشرية اليوم منجرفة في بحر ذاخر من المخترعات والمكتشفات والتقنيات التي لاحدود لها ، ولا ادراك لمضارها الفادحة ـ نفسيا وعصبيا وبدنيا ـ اللهم إلا بعد وقوع الضرر ، وفوات الأوان ، والسبب الرئيسي لذلك ، غيبة القواعد التي يجب أن تحكم كل طاريء وجديد وأن تمحصه وتستكشف آثاره كلها ، الضارة منها قبل النافعة والمفيدة ، وبخاصة فيما يطرح من ثقافات وعلوم ومعارف ووسائل ايضاح وتقنيات ، قد تحمل السم الزؤام للفرد والبيت والمجتمع ؟ فليس كل جديد مفيد ، وكل أمر يجب أن يقدر بقدره ، والقاعدة الشرعية :{أن درء المفاسد يقدم على جلبي المنافع } وإن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الراجح في مواجهة المعضلات ، وصدق الله تعالى حيث يقول: { إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا }
شبكة الدعوة
الواقعية حالة فطرية لاينبغي تجاوزها ، أو العمل على الغائها ، تحت أي ظرف من الظروف أو ذريعة من الذرائع .
والواقعية يفرضها المنهج العلمي لاالوهمي أوالمزاجي والانفعالي ، وهي وليدة الإدراك ، وبُعد النظر، وملاحظة السنن الكونية ، ومعرفة العصر، ومجريات الأحداث ، فيأتي التصرف بعد ذلك ، سديداً حكيماً متوازناً وموفقا . ونضّر الله وجه من قال :{ رحم الله امرءا ً عرف زمانه واستقامت طريقته }
ومن نتائج الواقعية ، قيام حالة صحية لاتفريط فيها ولا إفراط ، ولا ترخص معها ولا غلو .. فلا تعثر وهلاك بسبب تنطع ، ولا فشل نتيجة استعجال وتهور ، وإنما نجاح وفلاح نتيجة وضع الأمور في مواضعها ، ودراسة الخطى قبل خطوها ، وتقليب وجهات النظر المختلفة قبل اتخاذ القرار،فضلا عن تمحيص الامور بالتشاور والحوار.
والاسلام حض على اعتماد الواقعية تفكيرا وتخطيطا وتصرفا ، مما أسس لما يسمى [ بفقه الواقع ] وهوالفقه الذي يحض على ربط الاجتهاد بالواقع ، والا كان اجتهادا خياليا لاصلة له بالمجتمع والناس ، ولا يمكن أن يترك فيهم أثرا طيبا ، وفي الغالب يكون ضرره أكبر من نفعه ، هذا إن نتج عنه نفع ما ؟
والحقيقة أن عدم الأخذ بفقه الواقع ، وملاحظة فطرة الواقعية بات يشكل خطرا على المجتمعات البشرية ، ولا استثني من ذلك حتى الساحة الاسلامية .
إن الكثير مما يجري هنا وهناك وهنالك باسم الاسلام وتحت عناوين ولافتات اسلامية عريضة تكون نتيجته الفشل ، وقد يتسبب بالكثير من المضار والمفاسد والمآسي ، فضلا عن الاساءة الى الاسلام وتشويه صورته ؟
المنحى الافتراضي؟
ومن الملاحظ في هذا العصر شيوع المنحى او المنهج الافتراضي ، كسبيل للهروب من الواقع ، تحت ذريعة التسلية ، وحفز ملكة الخيال ؟
إن الكثيرمن البرامج ـ أفلاما والعابا وأدوات ـ قد بات معظمها اسطوريا افتراضيا ، ومن شأنها أن ينشيء ذهنية إفتراضية وأجيالا خرافية التفكير والتحليل والتصرف ؟
في تقرير من واشنطن كتبه [ كارل بيتس ] وتناول فيه ما اعتبره مرض الادمان على مشاهدة الافلام والبرامج الافتراضية ، جاء فيه :[ يطالب العلماء ، صانعي الهاب الفيديو معالجة إحدى المشاكل وتدعى "دوار العاب الفيديو" وما يصاحبه من تصبب للعرق وغثيان وضيق ، ويؤدي عدم التطابق بين الواقع المعاش والواقع الافتراضي الى ارباك الذهن والعينين ] ويقول البروفسور توماس فيرنس : أن دماغ الانسان قد يتعرض للضرر إذا واصل الفرد التحول من الواقع المعاش الى الواقع الافتراضي ] جريدة الشرق الاوسط 23/12/1995
إن من إحكام خلق الله تعالى للانسان ، أن جعل له منافذ ذات قدرات محددة وواقعية في نطاق التعامل مع ما يجري حوله ويعرض له من شؤون مختلفة . فعقله وتفكيره وبصره وسمعه كلها تخضع لبرمجة معينة، ذلك أن كل خـَـلق ميسرٌ لما خـُلق له ، وكل تجاوز لهذه البرمجة من شأنه أن يُحدث خللا يصعب إدراك حجمه ونتائجه وأثاره ؟ وما يقع اليوم من تصرفات شاذة وغريبة ومريبة وقد لاتصدق أحيانا ، هي في الحقيقة أثر من آئارالجهل أوالوهم أوالخيال وعدم الواقعية ، كائنا ما كانت ذرائعها وغاياتها ؟
والخلاصة .. أن البشرية اليوم منجرفة في بحر ذاخر من المخترعات والمكتشفات والتقنيات التي لاحدود لها ، ولا ادراك لمضارها الفادحة ـ نفسيا وعصبيا وبدنيا ـ اللهم إلا بعد وقوع الضرر ، وفوات الأوان ، والسبب الرئيسي لذلك ، غيبة القواعد التي يجب أن تحكم كل طاريء وجديد وأن تمحصه وتستكشف آثاره كلها ، الضارة منها قبل النافعة والمفيدة ، وبخاصة فيما يطرح من ثقافات وعلوم ومعارف ووسائل ايضاح وتقنيات ، قد تحمل السم الزؤام للفرد والبيت والمجتمع ؟ فليس كل جديد مفيد ، وكل أمر يجب أن يقدر بقدره ، والقاعدة الشرعية :{أن درء المفاسد يقدم على جلبي المنافع } وإن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الراجح في مواجهة المعضلات ، وصدق الله تعالى حيث يقول: { إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا }
شبكة الدعوة