إحياء رسالة العلماء ودورهم في الحياة
د. عائض القرني
العلماء الربانيون هم نجوم الهدى ومشاعل النور ومعالم الإصلاح فكل عالم تعلم العلم النافع وعمل به ودعا إليه فحقه الإجلال والتكريم، فالله ـ عزّ وجلّ ـ أعلى من قدر العلماء، ورفع من شأنهم ونوّه بمنزلتهم، قال تعالى: «شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ»، وقال: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ» وقال: «يَرْفَع اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» وفي الحديث: «العلماء ورثة الأنبياء»، فكان علماء الإسلام ـ وبحق ـ رواد الخير والإصلاح، ومصدرا للتوجيه والنصح؛ فهم الخطباء والأئمة والمفتون والقضاة، يعلمون الناس ويربّونهم ويحافظون على هوية الأمة ويغرسون في نفوس الجيل الخير والهدى والفضيلة، وينصحون الحاكم ويشيرون عليه بالأصلح، ثم بدأ يتلاشى رواد العلم في عهد الدولة التي نحت الإسلام جانبا، فصار دور العالم لإمامة المسجد وعقود الأنكحة والإشراف على الوقف فقط، وإذا أحسن إليه سمح له بدروس في فروع الشريعة مع الإشراف عليه من قبل الدولة، وعرف العلماء بمشايخ الدين أو رجال الدين، وطلب منهم عدم التدخل في السياسة وترك شؤون الدولة وصنعوا للفتوى فحسب، حتى حجرت الفتوى عليهم إلا في مسائل العبادات والمعاملات. وإنما تنهض الأمة بعلمائها العاملين الصادقين، لهذا ينبغي إحياء العلم بهذه المعالم:
1- قيام العلماء بحمل أمانة العلم عملا ودعوة ونصحا وقدوة ونشره مع الصبر واحتساب الأجر من الله.
2- إكرام العلم وعدم تدنيسه بالأطماع وتلويثه بأهواء النفس وإنما التجرد الصادق والزهد الصحيح وطلب ما عند الله واختيار الكفاف والقناعة بالميسور ثم صرف الوقت في نفع الناس دروسا وخطبًا وتأليفا وتوجيها وتربية.
3- وعلى الحكام معرفة منزلة العلماء ورعاية حقهم وحفظ جاههم حتى يتم الاقتداء بهم والبعد عن إقصائهم وتهميشهم وإلغاء دورهم؛ فإن هذا من علامات الإفلاس والجهل.
4- إنشاء هيئات علمية للعلماء حسب تخصصاتهم، تكون مهمتها القيام بشؤون الأمة؛ فهيئة لعلماء السنة لحفظ الحديث النبوي ونشره وتعليمه، وهيئة للفقه والفتوى لنفع الأمة وبيان الحكم الشرعي، وهيئة لحفظ العقيدة الصحيحة للحفاظ على صفاء التوحيد وجوهر الإيمان وحمايته من الشركيات والبدع والخرافات، وهكذا كل يقوم بدوره.
5- قيام العلماء بدراسة حالة العصر ومواكبة ما يجدّ من أموره وإبداء الحكم الشرعي والانطلاق بالإسلام في ربوع العالم عبر وسائل الإعلام وعظا وإفتاءً وتعلما وسيرة وتفسيرا.
__________
- المصدر: صحيفة الشرق الأوسط.
د. عائض القرني
العلماء الربانيون هم نجوم الهدى ومشاعل النور ومعالم الإصلاح فكل عالم تعلم العلم النافع وعمل به ودعا إليه فحقه الإجلال والتكريم، فالله ـ عزّ وجلّ ـ أعلى من قدر العلماء، ورفع من شأنهم ونوّه بمنزلتهم، قال تعالى: «شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ»، وقال: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ» وقال: «يَرْفَع اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» وفي الحديث: «العلماء ورثة الأنبياء»، فكان علماء الإسلام ـ وبحق ـ رواد الخير والإصلاح، ومصدرا للتوجيه والنصح؛ فهم الخطباء والأئمة والمفتون والقضاة، يعلمون الناس ويربّونهم ويحافظون على هوية الأمة ويغرسون في نفوس الجيل الخير والهدى والفضيلة، وينصحون الحاكم ويشيرون عليه بالأصلح، ثم بدأ يتلاشى رواد العلم في عهد الدولة التي نحت الإسلام جانبا، فصار دور العالم لإمامة المسجد وعقود الأنكحة والإشراف على الوقف فقط، وإذا أحسن إليه سمح له بدروس في فروع الشريعة مع الإشراف عليه من قبل الدولة، وعرف العلماء بمشايخ الدين أو رجال الدين، وطلب منهم عدم التدخل في السياسة وترك شؤون الدولة وصنعوا للفتوى فحسب، حتى حجرت الفتوى عليهم إلا في مسائل العبادات والمعاملات. وإنما تنهض الأمة بعلمائها العاملين الصادقين، لهذا ينبغي إحياء العلم بهذه المعالم:
1- قيام العلماء بحمل أمانة العلم عملا ودعوة ونصحا وقدوة ونشره مع الصبر واحتساب الأجر من الله.
2- إكرام العلم وعدم تدنيسه بالأطماع وتلويثه بأهواء النفس وإنما التجرد الصادق والزهد الصحيح وطلب ما عند الله واختيار الكفاف والقناعة بالميسور ثم صرف الوقت في نفع الناس دروسا وخطبًا وتأليفا وتوجيها وتربية.
3- وعلى الحكام معرفة منزلة العلماء ورعاية حقهم وحفظ جاههم حتى يتم الاقتداء بهم والبعد عن إقصائهم وتهميشهم وإلغاء دورهم؛ فإن هذا من علامات الإفلاس والجهل.
4- إنشاء هيئات علمية للعلماء حسب تخصصاتهم، تكون مهمتها القيام بشؤون الأمة؛ فهيئة لعلماء السنة لحفظ الحديث النبوي ونشره وتعليمه، وهيئة للفقه والفتوى لنفع الأمة وبيان الحكم الشرعي، وهيئة لحفظ العقيدة الصحيحة للحفاظ على صفاء التوحيد وجوهر الإيمان وحمايته من الشركيات والبدع والخرافات، وهكذا كل يقوم بدوره.
5- قيام العلماء بدراسة حالة العصر ومواكبة ما يجدّ من أموره وإبداء الحكم الشرعي والانطلاق بالإسلام في ربوع العالم عبر وسائل الإعلام وعظا وإفتاءً وتعلما وسيرة وتفسيرا.
__________
- المصدر: صحيفة الشرق الأوسط.