العرقسوس لغز الحضارات الطبي.
يتميز شراب العرقسوس بأنه طبيعي خال من الملونات الصناعية والمنكهات الكيماوية فهو يحمي الجسم من الكثير من الأمراض ويؤخذ الشراب ساخناً أو بارداً وخصوصاً في شهر رمضان لأنه يروي ظمأ الصائم.
27.08.2009 17:30
دمشق - سانا
ينتشر نبات العرقسوس في عدد محدود من دول العالم ومنها سورية إذ ينمو على أطراف نهر الفرات ويزداد إقبال الناس عليه في شهر رمضان المبارك ويتميز شرابه بنكهة خاصة ومذاق لذيذ إضافة إلى العديد من فوائده الطبية التي تعرفت عليها الكثير من الحضارات القديمة فكان لغزاً محيراً يستخدم على نطاق واسع دون معرفة آلية عمله في شفاء ومعالجة العديد من الأمراض.. ويبدو أن جذور السوس كان لها رمزية دينية وطبية حيث وجدت في قبر الملك توت عنج أمون الذي تم اكتشافه في عام 1923.
وقال الباحث عبد الناصر بيرقدار إن المصريين القدماء الفراعنة والصينيين والبابليين استفادوا من نبات العرقسوس وشرابه بشكل طبي في معالجة تقرحات الحلق والملاريا وحالات التسمم والمشاكل التنفسية وأمراض الكلى والجلد وطرد البلغم موضحاً أن الصينيين اعتبروا النبات أحد أهم أعمدة طب الأعشاب في بلادهم.
ولفت بيرقدار إلى إن تجارة العرقسوس ازدهرت خلال القرن الثالث عشر في أوروبا نتيجة اشتهار النبات كدواء شعبي ضد السعال ومادة محلية في الأدوية والأغذية موضحاً أنه تم تحديد المواد الكيماوية الداخلة في تركيبه وتحديد آلية عملها في الجسم في منتصف القرن العشرين نتيجة التقدم التكنولوجي الذي شهده القرن الماضي.
وينمو نبات العرقسوس وهو نبات حراجي بدرجة حرارة تتراوح بين 6 و 25 درجة مئوية وتربة مناسبة تكون درجة حامضيتها بين 5ر5 إلى 2ر8 بي اتش وينمو برياً في معظم بلدان حوض البحر المتوسط إلا أن قيمته الطبية جعلته يزرع في مساحات واسعة في تركيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا والعراق وسورية إضافة إلى الصين وتجود زراعته عموماً في الأجواء الدافئة والتربة الخفيفة أو العميقة الخصبة.
ويوجد نبات السوس بشكل أحراج في أملاك الدولة في سورية لذلك يتم تنظيم عقد استثمار خاص بين المستثمر ومديريات الزراعة وتستوفى قيمة الحاصلات المتوقعة بعد الكشف الميداني مضافاً إليها عشرين بالمئة انتظاراً للتصفية النهائية بعد جني المحصول.
وانخفضت كميات إنتاجه في الفترة الأخيرة بسبب الفلاحة الجائرة لجذور نبات العرقسوس حيث يتم إنتاج حوالي ألف طن في سورية في السنوات الأخيرة إضافة إلى استيراد ألف طن من العراق ومعظم هذه الكميات تستهلك محلياً والتصدير يتم على كميات قليلة من الأطنان بالرغم من تميز مذاق العرقسوس السوري عن غيره من المنطقة.
وعن أشكال تصنيع شراب العرقسوس تحدث غسان بصبوص صاحب أحد المعامل أن جذوره تستعمل كمادة خام على شكل عيدان يتم تقطيعها بأطوال تتراوح بين8 و 18 سنتيمتراً يتم تصديرها إلى شركات أدوية في أوروبا كما تستخدم للمضغ وتطهير الفم وتستخدم أيضا للتخفيف من عادة التدخين أو تطحن الجذور للاستخدام المنزلي أو للسواس الذي يقوم بتحضيره كشراب طبيعي.
ويستخدم المركز السائل من العرقسوس في الصناعات الغذائية مثل السكاكر والحلويات والبوظة والعلكة والمرتديلا وبعض أنواع الشوكولا وحب السوس والجلي كما يستخدم كيماوياً في تركيب بعض مواد التجميل والكريمات ومعجون الأسنان ومنكه للعديد من المنتجات كاللحوم والسمك والأغذية الخاصة بالأطفال ويستخدم أيضا مع رغوة الفوم لطفايات الحريق كما يستخدم في إزالة السموم والروائح الكريهة في معامل الزنك والتوتياء.
ويقوم السواس باستخلاص شراب العرق سوس بترطيب الجذور حتى يتحول لونها من اللون الأصفر إلى البني المحمر حيث تتخمر خلال نصف ساعة بعدها توضع في قطعة من القماش ويتم سكب الماء عليها ببطء حتى لا تتعكر بحيث تحل البودرة شيئاً فشيئاً ويكرر الماء المستحلب لمدة نصف ساعة حيث يحتاج كل كيلو غرام من الجذور إلى عشرين ليتر ماء وبعدها يصبح صالحاً للشراب ويتم إضافة بعض المنكهات له مثل ماء الورد أو الزهر أو عطرة السوس.
ويشاهد بائع العرقسوس بلباسه الشعبي المعروف في الأسواق الشعبية القديمة يحمل قربته على ظهره ويتجول في الأحياء والحارات.
وعن فوائد العرق سوس الطبية أوضح الدكتور إياد السيد أن له تأثيراً مشابهاً للكودائين عندما يستخدم كدواء للسعال ومقشع كما يساعد في علاج القرحة المعدية والأمعاء ويساهم في تخفيف معدلات الحموضة وحماية المادة المخاطية التي تغلف المعدة ويستعمل للوقاية من الرشح والسعال المزمن كما له فعالية في التخفيف من آلام الروماتيزم والتهاب المفاصل ويعالج الإمساك ويساعد على تخفيف حدة العطش ويعتبر منعشاً للجسم بشكل عام ومنشطاً.
وتنتج جذور العرقسوس مجموعة من التأثيرات الاستروجينية التي تخفف من الأعراض الناتجة عن سن اليأس كما يحوي على مادة مضادة لأكسدة الخلايا وينصح الأطباء مرضى الضغط بتناوله باعتدال.
ويتميز شراب العرقسوس بأنه طبيعي خال من الملونات الصناعية والمنكهات الكيماوية فهو يحمي الجسم من الكثير من الأمراض ويؤخذ الشراب ساخناً أو بارداً وخصوصاً في شهر رمضان لأنه يروي ظمأ الصائم.
موقع أخبار العالم
يتميز شراب العرقسوس بأنه طبيعي خال من الملونات الصناعية والمنكهات الكيماوية فهو يحمي الجسم من الكثير من الأمراض ويؤخذ الشراب ساخناً أو بارداً وخصوصاً في شهر رمضان لأنه يروي ظمأ الصائم.
27.08.2009 17:30
دمشق - سانا
ينتشر نبات العرقسوس في عدد محدود من دول العالم ومنها سورية إذ ينمو على أطراف نهر الفرات ويزداد إقبال الناس عليه في شهر رمضان المبارك ويتميز شرابه بنكهة خاصة ومذاق لذيذ إضافة إلى العديد من فوائده الطبية التي تعرفت عليها الكثير من الحضارات القديمة فكان لغزاً محيراً يستخدم على نطاق واسع دون معرفة آلية عمله في شفاء ومعالجة العديد من الأمراض.. ويبدو أن جذور السوس كان لها رمزية دينية وطبية حيث وجدت في قبر الملك توت عنج أمون الذي تم اكتشافه في عام 1923.
وقال الباحث عبد الناصر بيرقدار إن المصريين القدماء الفراعنة والصينيين والبابليين استفادوا من نبات العرقسوس وشرابه بشكل طبي في معالجة تقرحات الحلق والملاريا وحالات التسمم والمشاكل التنفسية وأمراض الكلى والجلد وطرد البلغم موضحاً أن الصينيين اعتبروا النبات أحد أهم أعمدة طب الأعشاب في بلادهم.
ولفت بيرقدار إلى إن تجارة العرقسوس ازدهرت خلال القرن الثالث عشر في أوروبا نتيجة اشتهار النبات كدواء شعبي ضد السعال ومادة محلية في الأدوية والأغذية موضحاً أنه تم تحديد المواد الكيماوية الداخلة في تركيبه وتحديد آلية عملها في الجسم في منتصف القرن العشرين نتيجة التقدم التكنولوجي الذي شهده القرن الماضي.
وينمو نبات العرقسوس وهو نبات حراجي بدرجة حرارة تتراوح بين 6 و 25 درجة مئوية وتربة مناسبة تكون درجة حامضيتها بين 5ر5 إلى 2ر8 بي اتش وينمو برياً في معظم بلدان حوض البحر المتوسط إلا أن قيمته الطبية جعلته يزرع في مساحات واسعة في تركيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا والعراق وسورية إضافة إلى الصين وتجود زراعته عموماً في الأجواء الدافئة والتربة الخفيفة أو العميقة الخصبة.
ويوجد نبات السوس بشكل أحراج في أملاك الدولة في سورية لذلك يتم تنظيم عقد استثمار خاص بين المستثمر ومديريات الزراعة وتستوفى قيمة الحاصلات المتوقعة بعد الكشف الميداني مضافاً إليها عشرين بالمئة انتظاراً للتصفية النهائية بعد جني المحصول.
وانخفضت كميات إنتاجه في الفترة الأخيرة بسبب الفلاحة الجائرة لجذور نبات العرقسوس حيث يتم إنتاج حوالي ألف طن في سورية في السنوات الأخيرة إضافة إلى استيراد ألف طن من العراق ومعظم هذه الكميات تستهلك محلياً والتصدير يتم على كميات قليلة من الأطنان بالرغم من تميز مذاق العرقسوس السوري عن غيره من المنطقة.
وعن أشكال تصنيع شراب العرقسوس تحدث غسان بصبوص صاحب أحد المعامل أن جذوره تستعمل كمادة خام على شكل عيدان يتم تقطيعها بأطوال تتراوح بين8 و 18 سنتيمتراً يتم تصديرها إلى شركات أدوية في أوروبا كما تستخدم للمضغ وتطهير الفم وتستخدم أيضا للتخفيف من عادة التدخين أو تطحن الجذور للاستخدام المنزلي أو للسواس الذي يقوم بتحضيره كشراب طبيعي.
ويستخدم المركز السائل من العرقسوس في الصناعات الغذائية مثل السكاكر والحلويات والبوظة والعلكة والمرتديلا وبعض أنواع الشوكولا وحب السوس والجلي كما يستخدم كيماوياً في تركيب بعض مواد التجميل والكريمات ومعجون الأسنان ومنكه للعديد من المنتجات كاللحوم والسمك والأغذية الخاصة بالأطفال ويستخدم أيضا مع رغوة الفوم لطفايات الحريق كما يستخدم في إزالة السموم والروائح الكريهة في معامل الزنك والتوتياء.
ويقوم السواس باستخلاص شراب العرق سوس بترطيب الجذور حتى يتحول لونها من اللون الأصفر إلى البني المحمر حيث تتخمر خلال نصف ساعة بعدها توضع في قطعة من القماش ويتم سكب الماء عليها ببطء حتى لا تتعكر بحيث تحل البودرة شيئاً فشيئاً ويكرر الماء المستحلب لمدة نصف ساعة حيث يحتاج كل كيلو غرام من الجذور إلى عشرين ليتر ماء وبعدها يصبح صالحاً للشراب ويتم إضافة بعض المنكهات له مثل ماء الورد أو الزهر أو عطرة السوس.
ويشاهد بائع العرقسوس بلباسه الشعبي المعروف في الأسواق الشعبية القديمة يحمل قربته على ظهره ويتجول في الأحياء والحارات.
وعن فوائد العرق سوس الطبية أوضح الدكتور إياد السيد أن له تأثيراً مشابهاً للكودائين عندما يستخدم كدواء للسعال ومقشع كما يساعد في علاج القرحة المعدية والأمعاء ويساهم في تخفيف معدلات الحموضة وحماية المادة المخاطية التي تغلف المعدة ويستعمل للوقاية من الرشح والسعال المزمن كما له فعالية في التخفيف من آلام الروماتيزم والتهاب المفاصل ويعالج الإمساك ويساعد على تخفيف حدة العطش ويعتبر منعشاً للجسم بشكل عام ومنشطاً.
وتنتج جذور العرقسوس مجموعة من التأثيرات الاستروجينية التي تخفف من الأعراض الناتجة عن سن اليأس كما يحوي على مادة مضادة لأكسدة الخلايا وينصح الأطباء مرضى الضغط بتناوله باعتدال.
ويتميز شراب العرقسوس بأنه طبيعي خال من الملونات الصناعية والمنكهات الكيماوية فهو يحمي الجسم من الكثير من الأمراض ويؤخذ الشراب ساخناً أو بارداً وخصوصاً في شهر رمضان لأنه يروي ظمأ الصائم.
موقع أخبار العالم