مسجد "عمرو بن العاص" درة مساجد المحروسة وقاهر أنفلونزا الخنازير في رمضان
ما بين رائحة الماضي وعراقة المسجد وطرازه المعماري القديم.. يحرص الآلاف من المسلمين على أداء صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة، والذي اعتاد على استقبال زواره في شهر رمضان المبارك، ومن الأمور المعتادة أن ترى جميع المساجد في هذا الشهر مكتظ
محيط : القاهرة مدينة الألف مئذنة، كنز ذاخر بالمساجد الأثرية التي تتوق الأنفس لزيارتها والصلاة بها لاسترجاع النفحات الإيمانية الممتزجة بعطر التاريخ، وتزدهر هذه المساجد طوال العام لاستقبال الزائرين لكن زينتها وبهجتها تكون أروع في شهر رمضان المعظم.
فما بين رائحة الماضي وعراقة المسجد وطرازه المعماري القديم.. يحرص الآلاف من المسلمين على أداء صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة، والذي اعتاد على استقبال زواره في شهر رمضان المبارك، ومن الأمور المعتادة أن ترى جميع المساجد في هذا الشهر مكتظة بالمصلين.
ويضطر العديد منهم للخروج إلى الشارع لعدم وجود مساحات فارغة بالمسجد إلا أن مسجد عمرو بن العاص يظل أكثر المساجد حظاً في عدد المصلين الذين تزيد أعدادهم بشكل كبير جدا في العشر الأواخر من شهر رمضان بحسب التقرير الذي أجرته الصحفية ريهام العراقي لجريدة المصري اليوم القاهرية.
ورغم ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير وارتفاع أعداد المصابين بالفيروس وتحذيرات وزارة الصحة المستمرة من خطورته ونصيحة الخبراء بالابتعاد عن التجمعات فإن ذلك لم يمنع الآلاف من المصلين من أداء صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص، وإن حرص بعضهم على إحضار السجادة الخاصة بهم.
وهو ما يعكس حرص المسلمين على أداء الصلاة بالمسجد راضين بأقل مساحة تسمح لهم بالوقوف داخل المسجد أو خارجه لعدة أسباب أهمها كونه أول مسجد أنشئ في مصر وأفريقيا عام 21 هجرية الموافق 642 ميلادية عندما فتح المسلمون مصر على يد عمرو بن العاص، وأنشأ بها المسجد وسمى باسمه، أو لأنه المسجد الذي شهد دروسا وخطبا ومواعظ من أهم الأئمة في تاريخ الإسلام وعلى رأسهم الشافعي والغزالي والليث بن سعد وأبو طاهر السلفي.
ومن يشاهد مسجد عمرو بن العاص من الداخل لا يمكنه أن يتوقع أن الأعمدة الرخامية بالمسجد اتخذت من جذوع النخل لتستبدل بالرخام،وأن حوائطه كانت من الطوب اللبن فى بداية نشأته وفرشت أرضه بالحصى لتستبدل بعدها بالسجاد وصنع سقفه من الجريد ليستبدل بعد ذلك بهذا الشكل المعمارى الفريد على مر العصور.
بخطوات ثقيلة تنتقل الحاجة فاطمة التى تجاوزت الـ60 عاما يوميا من منزلها بمنطقة بين السرايات إلى مسجد عمرو بن العاص لأداء صلاة التراويح بالمسجد، وترى ذهابها إلى المسجد متعة، ورغم بعد المسافة بين منزلها والمسجد إلا أنها تحرص سنويا على الذهاب.
لا أشعر بالتقرب إلى الله فى الصلاة إلا فى مسجد عمرو بن العاص.. هكذا عبرت الحاجة فاطمة عن مدى ارتباطها بمسجد عمرو بن العاص، الذى تحرص على أداء الصلاة به منذ ما يزيد على 20 عاما، وتتابع قائلة: رغم بعد المسافة بين المسجد ومنزلى إلا أننى أحرص على أداء صلاة التراويح به للتقرب إلى الله خاصة فى العشر الأواخر من الشهر الكريم مع صوت الشيخ محمد جبريل.
ورغم تحذيرات وزارة الصحة من تكدس المواطنين فى التجمعات خوفا من انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير إلا أننى أضرب بها عرض الحائط فلا يمكننى التوقف عن الصلاة بالمسجد، حيث أصبحت أقرب إلى العادة، خاصة أن شهر رمضان لا يأتى إلا مرة واحدة فى السنة ويحاول فيها المسلم جنى أكبر عدد من الحسنات.
وحرص المسلمين على أداء صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص لا يتوقف على أبناء القاهرة الكبرى فقط بل يحرص أبناء الأقاليم على الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، فعم حافظ ـ 52 سنة ـ من محافظة الشرقية، يحرص على أداء صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص، ويقول: بعد خروجى على المعاش المبكر منذ 8 سنوات أحرص على الذهاب إلى المسجد عدة مرات فى شهر رمضان الكريم، استقل فيها القطار فى الصباح لأصل القاهرة وقت أذان العصر حتى أستطيع أن أجد مكانا أصلى فيه خاصة فى الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، حيث يتوافد المصلون على المسجد قبل صلاة العصر لحجز أماكن به للصلاة.
موقع أخبار العالم