السؤال:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سؤال قد تكرر، يقول : قبل عدة أيام انتشر بين الناس صورة لرجل خرج من قبره وقد تغيرت ملامحه، وأصبح في منظر لا يستطيع أحدٌ أن يراه، هل هذا صحيح أو هذا من عذاب القبر الذي سلطه الله على هذا الشخص ؟
الجواب :
نحن يعيش معنا دجالون وكذابون يعيشون معنا إما بداخل بلادنا وإما يندسون من الخارج ويروجون هذه الأمور، في المدينة من كم سنة زينوا ميت متلفلف عليه حية ، متلفلفة عليه حية ، ثعبان، وقد أبطل أهل المدينة هذه الحكاية وقالوا ما رأيناها ولا لها أصل ولا حصلت وإنما هي كذب ، ثم الآن جابوا واحد طلع من القبر، الي في القبر مش طالع إلى يوم القيامة مش طالع إلى الدنيا أبدا، إلى يوم القيامة مش طالع، هذا من الكذب ومن التدجيل ومن جمل طريق الموعظة، ربما يكون هذا ما هو مخرف ولكن الاجتهاد وهو جاهل، يجتهد وهو جاهل يبي يذكر الناس ، هذا مثل الي يضعون الحديث يكذبون على الرسول -صلى الله عليه وسلم - ويقولون هذا ن باب الترقيق والموعظة ولا يضر ، هذا من هذا النوع، هذا من الكذب على الله عزوجل والكذب على رسوله -صلى الله عليه وسلم - ، نعم.
المصدر / فتوى الشيخ صالح الفوزان في قرص الفتى المعذب المزعوم ضمن درس شرح السنة للبربهاري بتاريخ 20 محرم1427
فتوى الشيخ عبد الرحمن السحيم:
وأما ما ذُكِر مِن " قصة الشاب الذي أخرج بعد ثلاث ساعات من قبره للتشريح دفنوه وسيما وأخرجوه..... الله يرحمه ويعفو عنه ويغفر له كان لا يصلي ويسمع الأغاني "
وهذا عليه ملحوظات :
أولا : الصورة التي انتشرت ليست لِشاب كَما زَعموا ، بل هي لِفتاة يُقال : إنها أُصيبت بِحادث .
ولو كانت لِشابّ أو لِفتاة فلا يجوز نشرها أصلا .
ثانيا : لا يجوز الترحّم على تارك الصلاة ؛ لأن تارك الصلاة كافر .
ولست هنا أُشكِّك في حُسن خاتمة أهل الطاعة ، وسوء خاتمة أهل المعصية ، وإنما أردت التأكيد على أنه لا يجوز ترويع الناس بمثل هذه الصور التي لم يتأكّد منها أصحابها ، ولو تأكّدوا منها فلا يجوز نشرها .
المصدر موقع الارشاد
حرمة المسلم في حياته وبعد موته
السؤال:
ينتشر بين الشباب في مصر قرص ليزر عن التذكير بالموت وضمن محتويات القرص, شاب يعذب في قبره ويعرض صورة ميت مشوة, يدعى أنه شاب كان جميل المنظر , تارك للصلاة ويسمع الأغاني وتم إخراجه من قبره بعد ثلاث ساعات من وفاته بناء علي طلب والده لشكه في وفاته. تم استخراج الجثة ويدعي الفيلم أن الجثة خرجت مشوهة نتيجة عذاب القبر(قام الفيلم بتصوير الجثة وعرضها مع تكبيرها).
1-من رحمة الله بنا أن عذاب القبر من الغيبيات هل من الممكن ظهور عذاب القبر علي الميت حتى يراه الحي؟
2-هل من المسموح لنا انتهاك حرمة الميت وتصويره وعرضه على الناس حتى لوعلى سبيل التذكرة؟
3-الدعوة إلى الله بالترهيب وتخويف الناس أفضل (الصورة مخيفة جدا) أم بالحب لله ورسوله والحكمة والموعظة الحسنه.
4-هل أساهم وأنشر هذا القرص بين الناس أم هذا الأمر مشكوك فيه (إذا أردت أرسل لك نسخه منه). شكرا
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقصة الشاب لا نعلم شيئاً عن صحتها إذ أنها تداولها الناس في الساحات، ولم نتمكن من إسنادها لمصدر يوثق به، وأما ظهور عذاب القبر على ميت ما بعد دفنه فلا نعلم ما يمنع من وقوعه، ولا شك أن ادعاء ما لم يحصل فعلا لا يجوز ولو بقصد تخويف الناس من عذاب القبور وترغيبهم في الطاعات، لأن أفضل ما يدعى به وينذر ويخوف به هو الوحي كتاباً أو سنة ثابتة، فهو أشد تأثيرا وأوقع في القلوب.
وقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ{الأنبياء: 45}
وقال تعالى: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ{الأنعام: 19}
وقال تعالى: قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي{سـبأ: 50}
ومن نظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فسيلاحظ كثرة ذكر الرواة أنه دعا قوما وقرأ عليهم القرآن.
فقد ثبت ذلك في الصحيحين وفي غيرهما.
ولأن الغاية عندنا في الشرع لا تبرر الوسائل المحرمة ومنها الكذب.
ثم إن مما يستشكل في الموضوع إخراج الميت من قبره، والأصل أن هذا محرم نظرا لحرمة الميت وكرامته، إلا إذا كانت هناك ضرورة أو مصلحة راجحة، وإذا نبشناه فظهر أثر العذاب فيتعين ستره وعدم هتك عرضه لأن حرمة المسلم ثابتة في حياته وبعد موته فقد أخرج أبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كسر عظم الميت ككسر عظم الحي".
قال ابن حجر: يستفاد منه أن حرمة المؤمن بعد الموت باقية، كما كانت في حياته. انتهى.
وروى الحاكم في المستدرك عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعين مرة، ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبرا وأجنه فيه أجري له من الأجر كأجر مسكن إلى يوم القيامة.
قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأقره على ذلك الذهبي في التلخيص، وصححه أيضا الألباني،
وبناء عليه فإنا لا نرى نشر هذا الأمر، وننصح المسلمين بالسعي في هداية الأحياء وستر الأموات وترك أمرهم إلى الله، فقد أفضوا إلى ما قدموا، فالسعي في هداية الناس بالوسائل المشروعة من أعظم العبادات وأفضل القرب ، وقد رغب الشارع فيه كثيرا كما في حديث البخاري: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
المصدر موقع اسلام ويب