تجديد الفكر الديني في الاسلام
محمد إقبال
محمد إقبال شاعر أبدع حيرة المسلم في هذا القرن فصاغها أسئلة وصورا وعوالم حية مقتفيا بذلك خطى كبار الشعراء من أمثال جلال الدين الرومي (ت.1273) وسعدي الشيرازي (ت.1274) كان إقبال (ت.1938) مثلهم يرى أن الشعر هو أفضل أسلوب للتعبير عن موقع الإنسان وطبيعة تكوينه. كان على أثرهم يرى أن المثل الأعلى في الثقافة الإسلامية هو اللانهائية وأن ثقافة لها هذه النزعة لا بد أن تُحل معضلة الزمان والتاريخ مكانة بالغة الأهمية
ثم إن اهتمامنا بإقبال يرجع إلى اعتبار آخر. إنه مفكر مسلم عالج مسألة الإنسان من خارج الثقافة العربية فكان له موقع يمكننا من رؤية وتمشٍ مختلفين للعلاقة التي بين الإسلام والتاريخ. لم يكن إقبال عربيا ولم يفكر بالعربية وهو رغم شديد إعجابه بالجزيرة العربية ورسالتها الحضارية يقدم "رؤية إسلامية" للإنسان والزمان من خارج الفضاء العربي.
هذا الصوت المختلف رغم أنه "تلوين داخلي" للمنظومة الإسلامية الحديثة فأهميته ترجع إلى أنه طرح مسألة الهوية مبينا ما تقوم عليه من تعدد وتنوع خلافا لما يُظن فيها من تماثل وأحادية. قراءة إقبال هي صوت مختلف للهوية وهو شروع للحديث عن الآخر من الداخل الثقافي لذلك يمكن عده مدخلا نموذجيا للوعي الذاتي.
ثلاث قواعد
لكن إقبال لم يكن فقط شاعرا ومفكرا في الذات القائمة على التعدد، إنه قبل ذلك المفكر الذي تبنى الحداثة تبنيا معرفيا. فقد مكنته دراساته القانونية والفلسفية بأوروبا ثم اختياراته التأسيسية في المجال السياسي على الالتزام بثلاث قواعد فكرية:
أ رفضه اعتبار أوروبا مصدر الشرور ومنبع نكبات العالم الإسلامي الحديث وذهابه إلى جعل التصوف السلبي والذهنية الفقهية المسئولين الأصليين عن إبعاد المسلم عن روح المعاصرة.
ب تبنيه لمبدأ ضرورة التفاعل مع الحداثة المعرفية. هذا الاختيار دفع به إلى متابعة تطور الفكر الفلسفي الغربي وتوثيق علاقته مع أبرز رموزه الحديثة من أمثال هيجل (ت.1842) ونيتشة (ت. 1900) وبرجسون (ت.1941). كان تفاعله مع هذا الفكر واعيا قائما على أساس أن العقلانية الناقدة هي وحدها القادرة على إعادة الاعتبار للإنسان المسلم.
ج ضرورة إنتاج منظومة فكرية موصولة بالجذور الإسلامية والقيم التوحيدية. فرغم أن هاجسه الأساسي في المستوى المعرفي كان حرصه على الإجابة عن متطلبات الفكر وكشوفات المعرفة الإنسانية في لحظاتها الحديثة فإنه كان يعمل على أساس تجديد المنظومة الإسلامية في مجالي الدين والفكر.
تلك كانت قواعد الشبكة التحليلية التي بدونها تؤول الحداثة حسب إقبال إلى مجرد استنساخ ساذج غير مجدٍ.
شاعرية إقبال وأعجميته ثم حداثته اعتبارات ثلاثة جعلته في نظري أقدر على إضاءة إشكالية الفكر الإسلامي في التاريخ وخاصة في معالجته لقضيتي الإنسان والزمان ضمن خطاب يتجاوز الخطاب الإصلاحي الذي ميز الفكر العربي "الحديث" طيلة عقود متتالية.
حمل نسخة نادرة وبرابط مباشر من الكتاب
تجديد الفكر الديني في الاسلام
(النسخة العربية المترجمة من الانجليزية)
محمد اقبال
http://dc105.4shared.com/download/77179131/c704fcbf/_____-__.pdf?tsid=20090819-085100-29a52b12
محمد إقبال
محمد إقبال شاعر أبدع حيرة المسلم في هذا القرن فصاغها أسئلة وصورا وعوالم حية مقتفيا بذلك خطى كبار الشعراء من أمثال جلال الدين الرومي (ت.1273) وسعدي الشيرازي (ت.1274) كان إقبال (ت.1938) مثلهم يرى أن الشعر هو أفضل أسلوب للتعبير عن موقع الإنسان وطبيعة تكوينه. كان على أثرهم يرى أن المثل الأعلى في الثقافة الإسلامية هو اللانهائية وأن ثقافة لها هذه النزعة لا بد أن تُحل معضلة الزمان والتاريخ مكانة بالغة الأهمية
ثم إن اهتمامنا بإقبال يرجع إلى اعتبار آخر. إنه مفكر مسلم عالج مسألة الإنسان من خارج الثقافة العربية فكان له موقع يمكننا من رؤية وتمشٍ مختلفين للعلاقة التي بين الإسلام والتاريخ. لم يكن إقبال عربيا ولم يفكر بالعربية وهو رغم شديد إعجابه بالجزيرة العربية ورسالتها الحضارية يقدم "رؤية إسلامية" للإنسان والزمان من خارج الفضاء العربي.
هذا الصوت المختلف رغم أنه "تلوين داخلي" للمنظومة الإسلامية الحديثة فأهميته ترجع إلى أنه طرح مسألة الهوية مبينا ما تقوم عليه من تعدد وتنوع خلافا لما يُظن فيها من تماثل وأحادية. قراءة إقبال هي صوت مختلف للهوية وهو شروع للحديث عن الآخر من الداخل الثقافي لذلك يمكن عده مدخلا نموذجيا للوعي الذاتي.
ثلاث قواعد
لكن إقبال لم يكن فقط شاعرا ومفكرا في الذات القائمة على التعدد، إنه قبل ذلك المفكر الذي تبنى الحداثة تبنيا معرفيا. فقد مكنته دراساته القانونية والفلسفية بأوروبا ثم اختياراته التأسيسية في المجال السياسي على الالتزام بثلاث قواعد فكرية:
أ رفضه اعتبار أوروبا مصدر الشرور ومنبع نكبات العالم الإسلامي الحديث وذهابه إلى جعل التصوف السلبي والذهنية الفقهية المسئولين الأصليين عن إبعاد المسلم عن روح المعاصرة.
ب تبنيه لمبدأ ضرورة التفاعل مع الحداثة المعرفية. هذا الاختيار دفع به إلى متابعة تطور الفكر الفلسفي الغربي وتوثيق علاقته مع أبرز رموزه الحديثة من أمثال هيجل (ت.1842) ونيتشة (ت. 1900) وبرجسون (ت.1941). كان تفاعله مع هذا الفكر واعيا قائما على أساس أن العقلانية الناقدة هي وحدها القادرة على إعادة الاعتبار للإنسان المسلم.
ج ضرورة إنتاج منظومة فكرية موصولة بالجذور الإسلامية والقيم التوحيدية. فرغم أن هاجسه الأساسي في المستوى المعرفي كان حرصه على الإجابة عن متطلبات الفكر وكشوفات المعرفة الإنسانية في لحظاتها الحديثة فإنه كان يعمل على أساس تجديد المنظومة الإسلامية في مجالي الدين والفكر.
تلك كانت قواعد الشبكة التحليلية التي بدونها تؤول الحداثة حسب إقبال إلى مجرد استنساخ ساذج غير مجدٍ.
شاعرية إقبال وأعجميته ثم حداثته اعتبارات ثلاثة جعلته في نظري أقدر على إضاءة إشكالية الفكر الإسلامي في التاريخ وخاصة في معالجته لقضيتي الإنسان والزمان ضمن خطاب يتجاوز الخطاب الإصلاحي الذي ميز الفكر العربي "الحديث" طيلة عقود متتالية.
حمل نسخة نادرة وبرابط مباشر من الكتاب
تجديد الفكر الديني في الاسلام
(النسخة العربية المترجمة من الانجليزية)
محمد اقبال
http://dc105.4shared.com/download/77179131/c704fcbf/_____-__.pdf?tsid=20090819-085100-29a52b12