راحت الفطنة فجاءت الفتنة
ثروت الخرباوي
(( وكأنني أسمع جدودنا في قبورهم وهم يلعنون هذه الفتنة ويلعنون من أوقدها ويصبون غضبهم على من أيقظها ، وأكاد أرى أحمد عرابي وعبد الله النديم ومصطفى كامل ومحمد فريد وجمال عبد الناصر ومعهم الأمير عبد القادر الجزائري والعلامة بن باديس ومالك بن نبي والشيخ البشير الإبراهيمي وجميلة بوحريد وهم ينظرون إلينا من وراء الحجب نظرة حنق ))
انتهزت إسرائيل الفرصة فأوقدت الفتنة بيننا .. فها هو صحفي إسرائيلي يتم القبض عليه في مصر وهو يلتحف بالعلم الجزائري بعد المباراة الأولى ويهتف ضد مصر هتافات مستفزة .. وهاهي الشائعات المصنوعة بدقة ــ وهي شائعات مركزها الرئيسي تل أبيب ـ تجد طريقها للإفساد على يد صحافة جزائرية مفسدة تروّج عن مقتل عدد من الجزائريين في القاهرة عقب المباراة الأولى ، وكان من المؤسف أن تتأخر السلطات الجزائرية في نفي هذه الشائعات حتى أن النفي جاء على استحياء رغم أن صاحب أي عقل في الجزائر كان يدرك أن هذا الخبر لو كان صحيحا لقامت الجزائر فورا بإبلاغ "الفيفا" بغية إلغاء نتيجة المباراة ، وهاهي الصحافة الجزائرية الرسمية تنطلق في وصلة سب بذيء وتعيير بالفقر للشعب المصري مع أننا " في الهوا سوا " وتقارن بين مصر والجزائر فيكتب أحد المأجورين في صحيفة الشروق الجزائرية " إن بلد المليون شهيد سيهزم بلد المليون راقصة " !! ويكتب آخر "إن مصر تنام في حضن إسرائيل" !! وإن مصر هي مصرائيل !! وهاهي الفضائيات المصرية الخاصة تطلق عنان انفعالاتها غير المسئولة وتهاجم في رعونة وجهالة الشعب الجزائري وتسلب منه عروبته بل وإسلامه .. وهاهو إعلامي مصري ينتفض غاضبا بعد أحداث السودان طالبا ضرب الجزائريين في مصر !! ولاعب معتزل يعلن أنه سيكون مشجعا لإسرائيل لو لعبت مع الجزائر !! وهاهي صور مفبركة عبر الفيس بوك تزعم أن الجزائريين كانوا يحرقون المصحف في المدرجات وكأن المصحف هو كتاب الله الذي أنزله على المصريين المسلمين وحدهم دون باقي المسلمين !! مع أن الواضح من الصور المفبركة أن المصحف كان في يد أحدهم مصونا وكانت بضعة أوراق لا هوية لها تحترق بجوارهم !! وتحولت حضارة البربر إلى شَّتيِمة وتَّشَاتُم على ألسنة الإعلاميين والسياسيين وأبناء القادة دون أن يعرف أحدهم أي شيء عن البربر وحضارتهم ، وانفلت الزمام من بين أيدينا جميعا وضاعت البوصلة وتحول الوطن إلى فريق كرة قدم وتحولت الشعوب إلى جمهور متعصب يسعى إلى الثأر من الجمهور الآخر حتى ولو كان بقتله والتنكيل به .
حقا ... صدق القول المنسوب للرسول صلى الله عليه وسلم ( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ) ونظرا لأنني لا أحب أن تصيب اللعنة قومي فإنني أقول : إذا كانت الخلافات صناعة عربية إلا أن الفتنة صناعة صهيونية .
ثروت الخرباوي
(( وكأنني أسمع جدودنا في قبورهم وهم يلعنون هذه الفتنة ويلعنون من أوقدها ويصبون غضبهم على من أيقظها ، وأكاد أرى أحمد عرابي وعبد الله النديم ومصطفى كامل ومحمد فريد وجمال عبد الناصر ومعهم الأمير عبد القادر الجزائري والعلامة بن باديس ومالك بن نبي والشيخ البشير الإبراهيمي وجميلة بوحريد وهم ينظرون إلينا من وراء الحجب نظرة حنق ))
انتهزت إسرائيل الفرصة فأوقدت الفتنة بيننا .. فها هو صحفي إسرائيلي يتم القبض عليه في مصر وهو يلتحف بالعلم الجزائري بعد المباراة الأولى ويهتف ضد مصر هتافات مستفزة .. وهاهي الشائعات المصنوعة بدقة ــ وهي شائعات مركزها الرئيسي تل أبيب ـ تجد طريقها للإفساد على يد صحافة جزائرية مفسدة تروّج عن مقتل عدد من الجزائريين في القاهرة عقب المباراة الأولى ، وكان من المؤسف أن تتأخر السلطات الجزائرية في نفي هذه الشائعات حتى أن النفي جاء على استحياء رغم أن صاحب أي عقل في الجزائر كان يدرك أن هذا الخبر لو كان صحيحا لقامت الجزائر فورا بإبلاغ "الفيفا" بغية إلغاء نتيجة المباراة ، وهاهي الصحافة الجزائرية الرسمية تنطلق في وصلة سب بذيء وتعيير بالفقر للشعب المصري مع أننا " في الهوا سوا " وتقارن بين مصر والجزائر فيكتب أحد المأجورين في صحيفة الشروق الجزائرية " إن بلد المليون شهيد سيهزم بلد المليون راقصة " !! ويكتب آخر "إن مصر تنام في حضن إسرائيل" !! وإن مصر هي مصرائيل !! وهاهي الفضائيات المصرية الخاصة تطلق عنان انفعالاتها غير المسئولة وتهاجم في رعونة وجهالة الشعب الجزائري وتسلب منه عروبته بل وإسلامه .. وهاهو إعلامي مصري ينتفض غاضبا بعد أحداث السودان طالبا ضرب الجزائريين في مصر !! ولاعب معتزل يعلن أنه سيكون مشجعا لإسرائيل لو لعبت مع الجزائر !! وهاهي صور مفبركة عبر الفيس بوك تزعم أن الجزائريين كانوا يحرقون المصحف في المدرجات وكأن المصحف هو كتاب الله الذي أنزله على المصريين المسلمين وحدهم دون باقي المسلمين !! مع أن الواضح من الصور المفبركة أن المصحف كان في يد أحدهم مصونا وكانت بضعة أوراق لا هوية لها تحترق بجوارهم !! وتحولت حضارة البربر إلى شَّتيِمة وتَّشَاتُم على ألسنة الإعلاميين والسياسيين وأبناء القادة دون أن يعرف أحدهم أي شيء عن البربر وحضارتهم ، وانفلت الزمام من بين أيدينا جميعا وضاعت البوصلة وتحول الوطن إلى فريق كرة قدم وتحولت الشعوب إلى جمهور متعصب يسعى إلى الثأر من الجمهور الآخر حتى ولو كان بقتله والتنكيل به .
حقا ... صدق القول المنسوب للرسول صلى الله عليه وسلم ( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ) ونظرا لأنني لا أحب أن تصيب اللعنة قومي فإنني أقول : إذا كانت الخلافات صناعة عربية إلا أن الفتنة صناعة صهيونية .