درس البطل حسن خليل
إبراهيم عيسى
الحاج حسن خليل هو البطل المصري الحقيقي، هو خلاصة السبعة آلاف سنة من الحضارة والجدعنة والمرجلة والشهامة والشجاعة والبطولة!
عايز تتأكد أن هناك أملاً في هذا البلد، وأنه يمكن أن يعمل المصريون البدع وأن المصري مش أي أي ولا زي زي، إذن لابد أن تتأمل بكل فخر وإعجاب ما فعله منذ أيام حسن خليل شيخ الصيادين في عمليته الجريئة في مواجهة قراصنة البحر في الصومال الذين يُرْهِبُون دولاً ويُذِلُّون حكومات جاءوا أمام بطل مصري حقيقي وانهزموا ، فقد تم اختطاف مراكب صيد الحاج حسن خليل ومعها أولاده ورجالته الصيادون الذين تتعلق مصائرهم وحياتهم وعائلاتهم في رقبته، الصيادون الذين يسلمونه القيادة والأمانة وحلفوا علي العيش والملح لحماية بعضهم من غدر البحر وموجه وحيتانه، خرج مركبه بأولاده ورجالته صيادين يبحثون عن الرزق الذي ضاق في أرضهم وبلدهم وبحرهم فذهبوا إلي البحر الأحمر هناك ناحية الصومال واليمن للصيد، ووقعوا في يد قراصنة الصومال الذين أجبرهم القهر والغلب والفوضي والفقر علي أن يتحولوا إلي قراصنة بحار، صارت قرصنة المراكب والسفن شغلتهم الوحيدة وخطفوا الكثير منها مقابل فدية تدفعها دول مراكب الصيد وحكومات الصيادين، لكن مركب صيد الحاج حسن خليل علي باب الله كما كل مصري، ورزقنا والرزق علي الله، القراصنة خطفوا مركب شيخ من شيوخ صيادي دمياط وبحيرة المنزلة وطالبوا بفدية ملايين الدولارات وهبطت قيمتها بعد مفاوضات إلي ثمانمائة ألف دولار.
المشكلة أن الحكومة المصرية كانت كعادتها في منتهي القسوة وخشونة القلب وشراء الدماغ، وتعاملت بطريقتها المفضلة مع المواطنين المصريين تعاملاً في غاية الصفاقة والطناش، فالمواطن عندها رخيص وتافه وبلا قيمة ولا تستدعي آلام المصريين ولا وجعهم ولا خطفهم منها أي حركة أو تدخل، هؤلاء الصيادون ليسوا أبناء لمسئولين ولا لاعبي كرة قدم ولا أعضاء في أمانة السياسات ولا يعملون علي مركب لأحمد عز أو يخت وزير من وزراء رجال الأعمال والبزنس ولا موظفين عنذ مليارديرات الحكم والحكومة، ومن ثم لن تعيرهم الحكومة اهتماما ولن تتحرك دولتهم غضبًا وحنقًا ولماذا تفكر فيهم أصلاً، أما خارجية أبو الغيط فهي وزارة لا حول ولا قوة لها ولا نفوذ بتلاتة صاغ في أفريقيا أو في بلاد الواق الواق، ولم يفكر مسئول سياسي أو حزبي واحد أن يتصل بأهالي الصيادين ويطمئنهم أو يقف بجوارهم أو يشعرهم أن حكومتهم في القرية الذكية ذكية لدرجة أنها تكذب وتعمل فيها مشغولة بمصير الصيادين المخطوفين، أبدًا ولا حتي فكرت هذه الحكومة وذلك النظام في تمثيل الاهتمام بعشرات الصيادين المخطوفين بل كان التعامل معهم ومع أهاليهم امتدادًا للمعاملة المهينة لكرامة المواطن.
لكن هؤلاء الصيادين كان لهم ربهم ثم الحاج حسن خليل، حاول من مصر كل المحاولات مع حكومة بائسة وقراصنة إرهابيين ثم سافر بمنتهي الجسارة والإحساس بالمسئولية إلي الصومال نفسها وفي إحدي قراها أو مدنها قاد مفاوضات مباشرة مع الخاطفين من جهة ومع مجموعة أخري اتفق معها علي مصاحبته واقتحام المراكب والإفراج عن صياديه ورجالته وأبنائه، أربعة أشهر وحكومة مصر تتمطع وتتنطع كالعادة ولا تغتم أو تهتم بمواطنيها المخطوفين، فيروحوا في ستين داهية وهمه ح ييجوا إيه في ألف ومائتي غريق في العبارة أو ألف محروق في قطار الصعيد أو ملايين المصابين بالسرطان والفشل الكلوي نتيجة مياه الشرب الملوثة، وكان حسن خليل في منتهي الصبر والتحمل والتأمل والإصرار والتصميم والعزيمة والمسئولية والشجاعة والبطولة، جدعنة ومرجلة وتخطيط ذكي والتفاف علي خصومه وخاطفي مراكبه وإدارة علاقات مع جماعات في الصومال واختراق صفوف القراصنة، وحتي مع ما يتردد أن جهازًا أمنيًا رفيعًا شارك وتابع مع حسن خليل فهذا لا يسحب من الرجل كل هذه البطولة الرائعة، فلقد اتفق وخطط ودفع ونفذ بنفسه وصعد إلي المركب بحجة التفاوض ودفع الفدية ومعه مسلحوه الذين أخفوا أسلحتهم ، وبمجرد ما رآه رجالته وأبناؤه وصيادوه علي المركب، رأوا ريس البحر وشيخ الصيادين وصاحب المركب والوالد الفدائي الكريم أكملوا خطته بالعيون وبالنظرات وهاجموا خاطفيهم وسيطروا مع مسلحي الحاج حسن علي المركب وأخذوا أسري معهم كذلك وانطلقوا بمراكبهم محررين منصورين!
الله الله عليك يا مجدع ويا بطل وياراجل ويا مسئول عن ناسك وأهلك وعمالك، وبنفسك يا حاج حسن، أنت وحدك في غيبة الدولة وغياب الحكومة وإهمال المسئولين، انتصرت لبلدك وناسك!
يا حاج حسن أنت بطل!
الدستور
شاهد فيديو عودة البطل المصري
[/size]
إبراهيم عيسى
الحاج حسن خليل هو البطل المصري الحقيقي، هو خلاصة السبعة آلاف سنة من الحضارة والجدعنة والمرجلة والشهامة والشجاعة والبطولة!
عايز تتأكد أن هناك أملاً في هذا البلد، وأنه يمكن أن يعمل المصريون البدع وأن المصري مش أي أي ولا زي زي، إذن لابد أن تتأمل بكل فخر وإعجاب ما فعله منذ أيام حسن خليل شيخ الصيادين في عمليته الجريئة في مواجهة قراصنة البحر في الصومال الذين يُرْهِبُون دولاً ويُذِلُّون حكومات جاءوا أمام بطل مصري حقيقي وانهزموا ، فقد تم اختطاف مراكب صيد الحاج حسن خليل ومعها أولاده ورجالته الصيادون الذين تتعلق مصائرهم وحياتهم وعائلاتهم في رقبته، الصيادون الذين يسلمونه القيادة والأمانة وحلفوا علي العيش والملح لحماية بعضهم من غدر البحر وموجه وحيتانه، خرج مركبه بأولاده ورجالته صيادين يبحثون عن الرزق الذي ضاق في أرضهم وبلدهم وبحرهم فذهبوا إلي البحر الأحمر هناك ناحية الصومال واليمن للصيد، ووقعوا في يد قراصنة الصومال الذين أجبرهم القهر والغلب والفوضي والفقر علي أن يتحولوا إلي قراصنة بحار، صارت قرصنة المراكب والسفن شغلتهم الوحيدة وخطفوا الكثير منها مقابل فدية تدفعها دول مراكب الصيد وحكومات الصيادين، لكن مركب صيد الحاج حسن خليل علي باب الله كما كل مصري، ورزقنا والرزق علي الله، القراصنة خطفوا مركب شيخ من شيوخ صيادي دمياط وبحيرة المنزلة وطالبوا بفدية ملايين الدولارات وهبطت قيمتها بعد مفاوضات إلي ثمانمائة ألف دولار.
المشكلة أن الحكومة المصرية كانت كعادتها في منتهي القسوة وخشونة القلب وشراء الدماغ، وتعاملت بطريقتها المفضلة مع المواطنين المصريين تعاملاً في غاية الصفاقة والطناش، فالمواطن عندها رخيص وتافه وبلا قيمة ولا تستدعي آلام المصريين ولا وجعهم ولا خطفهم منها أي حركة أو تدخل، هؤلاء الصيادون ليسوا أبناء لمسئولين ولا لاعبي كرة قدم ولا أعضاء في أمانة السياسات ولا يعملون علي مركب لأحمد عز أو يخت وزير من وزراء رجال الأعمال والبزنس ولا موظفين عنذ مليارديرات الحكم والحكومة، ومن ثم لن تعيرهم الحكومة اهتماما ولن تتحرك دولتهم غضبًا وحنقًا ولماذا تفكر فيهم أصلاً، أما خارجية أبو الغيط فهي وزارة لا حول ولا قوة لها ولا نفوذ بتلاتة صاغ في أفريقيا أو في بلاد الواق الواق، ولم يفكر مسئول سياسي أو حزبي واحد أن يتصل بأهالي الصيادين ويطمئنهم أو يقف بجوارهم أو يشعرهم أن حكومتهم في القرية الذكية ذكية لدرجة أنها تكذب وتعمل فيها مشغولة بمصير الصيادين المخطوفين، أبدًا ولا حتي فكرت هذه الحكومة وذلك النظام في تمثيل الاهتمام بعشرات الصيادين المخطوفين بل كان التعامل معهم ومع أهاليهم امتدادًا للمعاملة المهينة لكرامة المواطن.
لكن هؤلاء الصيادين كان لهم ربهم ثم الحاج حسن خليل، حاول من مصر كل المحاولات مع حكومة بائسة وقراصنة إرهابيين ثم سافر بمنتهي الجسارة والإحساس بالمسئولية إلي الصومال نفسها وفي إحدي قراها أو مدنها قاد مفاوضات مباشرة مع الخاطفين من جهة ومع مجموعة أخري اتفق معها علي مصاحبته واقتحام المراكب والإفراج عن صياديه ورجالته وأبنائه، أربعة أشهر وحكومة مصر تتمطع وتتنطع كالعادة ولا تغتم أو تهتم بمواطنيها المخطوفين، فيروحوا في ستين داهية وهمه ح ييجوا إيه في ألف ومائتي غريق في العبارة أو ألف محروق في قطار الصعيد أو ملايين المصابين بالسرطان والفشل الكلوي نتيجة مياه الشرب الملوثة، وكان حسن خليل في منتهي الصبر والتحمل والتأمل والإصرار والتصميم والعزيمة والمسئولية والشجاعة والبطولة، جدعنة ومرجلة وتخطيط ذكي والتفاف علي خصومه وخاطفي مراكبه وإدارة علاقات مع جماعات في الصومال واختراق صفوف القراصنة، وحتي مع ما يتردد أن جهازًا أمنيًا رفيعًا شارك وتابع مع حسن خليل فهذا لا يسحب من الرجل كل هذه البطولة الرائعة، فلقد اتفق وخطط ودفع ونفذ بنفسه وصعد إلي المركب بحجة التفاوض ودفع الفدية ومعه مسلحوه الذين أخفوا أسلحتهم ، وبمجرد ما رآه رجالته وأبناؤه وصيادوه علي المركب، رأوا ريس البحر وشيخ الصيادين وصاحب المركب والوالد الفدائي الكريم أكملوا خطته بالعيون وبالنظرات وهاجموا خاطفيهم وسيطروا مع مسلحي الحاج حسن علي المركب وأخذوا أسري معهم كذلك وانطلقوا بمراكبهم محررين منصورين!
الله الله عليك يا مجدع ويا بطل وياراجل ويا مسئول عن ناسك وأهلك وعمالك، وبنفسك يا حاج حسن، أنت وحدك في غيبة الدولة وغياب الحكومة وإهمال المسئولين، انتصرت لبلدك وناسك!
يا حاج حسن أنت بطل!
الدستور
شاهد فيديو عودة البطل المصري
[/size]