غوته ... والإسلام
لوحة زيتية قديمة للأديب الألماني جوته
أ.د./ ناصر أحمد سنه.. كاتب وأكاديمي من مصر.
وسط مواقف وأحداث ونظريات تتشح بوشاح إستعلائي/ عنصري/ إقصائي/ تصادمي .. تبقي الحاجة ماسة، والسعي متواصلاً لتسليط الأضواء علي كل ما من شأنه البحث عن "الجوهر" والمشترك الإنساني، فيقرب الرؤي، ويثري المثاقفة المتبادلة، ويُفّعل المشترك، ويجسر جسور التعارف والتسامح والتعايش والتعاون، و"يلتقي الغرب والشرق"، فتسود المعرفة المُنصفة، ويعلو الحوار الفعّال، علي الخنجر القتّال.
بات المنصفون يعولون كثيراً علي مدي "اعتراف" الغرب ـ في دراساته الأدبية المقارنة ـ بوجود "المثاقفة المعكوسة"(1)، والتي تقدر عالياً إسهامات الفكر العربي الإسلامي في مسيرة نظيره الأوروبي، ولاسيما تأثيره في أعلامه الكبار، وشخوصه الأفذاذ (2). وجاء كتابها "جوته والعالم العربي"(3) والذي ذكرت فيه مستوي الإلهام الكبير الذي استوحاه هذا الأديب العبقري من الثقافة العربية الإسلامية، ومقدار ما للعالم العربي من فضل على واحد من أعظم شعراء أوروبا ومفكريها إيماناً بقيم التعارف والتسامح والتعايش والتعاون والأخوة الإنسانية. ومن ثم نشرت "كاتارينا مومزن" أستاذة الأدب الألماني بجامعة استانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، والإختصاصية في تراث شاعر ألمانيا الكبير "يوهان فولفجانج جوته" (1749 ـ 1832م) دراسة حديثة (4) تزامنت مع الإحتفال بفعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. أعادت الباحثة التأكيد على "إعجاب "جوته" بالثقافة العربية وإبداعاتها، و"تقديره المُدهش" للإسلام ورموزه، مما أثار جدلاً قديماً / حديثاً حول علاقة الشاعر الكبير بالإسلام؟.
ضمن أسرة ألمانية بفرانكفورت الواقعة على نهر الماين، وفي 28/8/ 1749م ولد ''يوهان فولفجانج جوته' Johann Wolfgang von Goethe، والذي يعد رابع عظماء الشعر والأدب الغربي، بعد الإغريقي ''هوميروس''، والإيطالي ''دانتي''، والبريطاني ''شكسبير''. تدرج في مراحل التعليم حتى درس المحاماة، إلا أن ميوله العارمة كانت للشعر والأدب. فتبحر "جوته" في دراسة علوم وفنون كالرياضة والنبات والطب والهندسة والسياسة والرسم والشعر والموسيقى والتصوير. وعكف على تعلم لغات كاللاتينية، واليونانية، والإيطالية، والفرنسية، والإنجليزية والعبرية. كما سعى للغوص متعرفاًُ على ثقافات وآداب أخرى، كالأدب الصيني والفارسي والعربي، فضلاً عن تعمقه في الفكر والثقافة الإسلامية. مما أهله كي يكون "شاعراً فذاً" متمكناً واسع الثقافة(5). يوهان فولفجانج جوته ولقد ترك "جوته" إرثاً أدبيا وثقافياً وإبداعياً ضخماً، وتنوع ما بين الشعر والرواية والقصيدة والمسرحية. فمن مؤلفاته: ألام الشاب فرتر، والمتواطئون، وجوتس فون برليخنجن ذو اليد الحديدية، وكلافيجو، وايجمونت، وشتيلا، وإفيجينا في تاورس، وتوركواتو تاسو، ومن قصائده بروميتيوس، فاوست "ملحمة شعرية من جزأين"، والمرثيات الرومانية، وسيرة ذاتية بعنوان من حياتي، والشعر والحقيقة، والرحلة الإيطالية، والأنساب المختارة. هذا بالإضافة للعديد من المؤلفات الأخرى. ونظراً "لرمزيته"، ومكانته الأدبية تلك تم إطلاق اسمه على أشهر معهد لنشر الثقافة الألمانية في العالم "معهد جوته'.'
يتبع
لوحة زيتية قديمة للأديب الألماني جوته
أ.د./ ناصر أحمد سنه.. كاتب وأكاديمي من مصر.
وسط مواقف وأحداث ونظريات تتشح بوشاح إستعلائي/ عنصري/ إقصائي/ تصادمي .. تبقي الحاجة ماسة، والسعي متواصلاً لتسليط الأضواء علي كل ما من شأنه البحث عن "الجوهر" والمشترك الإنساني، فيقرب الرؤي، ويثري المثاقفة المتبادلة، ويُفّعل المشترك، ويجسر جسور التعارف والتسامح والتعايش والتعاون، و"يلتقي الغرب والشرق"، فتسود المعرفة المُنصفة، ويعلو الحوار الفعّال، علي الخنجر القتّال.
بات المنصفون يعولون كثيراً علي مدي "اعتراف" الغرب ـ في دراساته الأدبية المقارنة ـ بوجود "المثاقفة المعكوسة"(1)، والتي تقدر عالياً إسهامات الفكر العربي الإسلامي في مسيرة نظيره الأوروبي، ولاسيما تأثيره في أعلامه الكبار، وشخوصه الأفذاذ (2). وجاء كتابها "جوته والعالم العربي"(3) والذي ذكرت فيه مستوي الإلهام الكبير الذي استوحاه هذا الأديب العبقري من الثقافة العربية الإسلامية، ومقدار ما للعالم العربي من فضل على واحد من أعظم شعراء أوروبا ومفكريها إيماناً بقيم التعارف والتسامح والتعايش والتعاون والأخوة الإنسانية. ومن ثم نشرت "كاتارينا مومزن" أستاذة الأدب الألماني بجامعة استانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، والإختصاصية في تراث شاعر ألمانيا الكبير "يوهان فولفجانج جوته" (1749 ـ 1832م) دراسة حديثة (4) تزامنت مع الإحتفال بفعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. أعادت الباحثة التأكيد على "إعجاب "جوته" بالثقافة العربية وإبداعاتها، و"تقديره المُدهش" للإسلام ورموزه، مما أثار جدلاً قديماً / حديثاً حول علاقة الشاعر الكبير بالإسلام؟.
ضمن أسرة ألمانية بفرانكفورت الواقعة على نهر الماين، وفي 28/8/ 1749م ولد ''يوهان فولفجانج جوته' Johann Wolfgang von Goethe، والذي يعد رابع عظماء الشعر والأدب الغربي، بعد الإغريقي ''هوميروس''، والإيطالي ''دانتي''، والبريطاني ''شكسبير''. تدرج في مراحل التعليم حتى درس المحاماة، إلا أن ميوله العارمة كانت للشعر والأدب. فتبحر "جوته" في دراسة علوم وفنون كالرياضة والنبات والطب والهندسة والسياسة والرسم والشعر والموسيقى والتصوير. وعكف على تعلم لغات كاللاتينية، واليونانية، والإيطالية، والفرنسية، والإنجليزية والعبرية. كما سعى للغوص متعرفاًُ على ثقافات وآداب أخرى، كالأدب الصيني والفارسي والعربي، فضلاً عن تعمقه في الفكر والثقافة الإسلامية. مما أهله كي يكون "شاعراً فذاً" متمكناً واسع الثقافة(5). يوهان فولفجانج جوته ولقد ترك "جوته" إرثاً أدبيا وثقافياً وإبداعياً ضخماً، وتنوع ما بين الشعر والرواية والقصيدة والمسرحية. فمن مؤلفاته: ألام الشاب فرتر، والمتواطئون، وجوتس فون برليخنجن ذو اليد الحديدية، وكلافيجو، وايجمونت، وشتيلا، وإفيجينا في تاورس، وتوركواتو تاسو، ومن قصائده بروميتيوس، فاوست "ملحمة شعرية من جزأين"، والمرثيات الرومانية، وسيرة ذاتية بعنوان من حياتي، والشعر والحقيقة، والرحلة الإيطالية، والأنساب المختارة. هذا بالإضافة للعديد من المؤلفات الأخرى. ونظراً "لرمزيته"، ومكانته الأدبية تلك تم إطلاق اسمه على أشهر معهد لنشر الثقافة الألمانية في العالم "معهد جوته'.'
يتبع