الباب الرابع
الإنسان ومشكلة الحرية
من المنظور
الإجتماعي الغربي
مذاهب الجبرية
الجبرية وادلة وجودها
اولاً: الجبرية والحتمية
معنى الجبرية معنى الحتمية
تقال على السلوك الإنساني بمعنى:
عجز الإرادة الإنسانية عن الإختيار والتحكم في السلوك لإن حياة الإنسان تخضع لمؤثرات وظروف خارجة عن إرادته.
وهي حسب ما يذهب اليه كل فيلسوف مثل:
*قدرة الله أو الظروف الطبيعية الحتمية تُقال على العالم الطبيعي بمعنى:
أن كل ظاهرة طبيعية لاتحدث بالصدفة ولكن مقيدة بشروط.تُحتم حدوثها بشكل محدد.
مثال
إذا توفر شرط وجود الحرارة فإنه يؤدي الى تمدد المعادن.
ثانياً: أدلة وجود الجبرية عند الإنسان:
الدليل الجسمي الدليل النفسي الدليل الإجتماعي
1. إن دوافع الإنسان الفطرية تجبره على أنواع من السلوك لإشباعها ومن أمثلتها (الجوع والعطش) فالإنسان يأكل لوجود دافع الجوع ويشرب لوجود دافع العطش
2. إن الأفعال اللاإرادية تدفع الإنسان الى سلوك جبري مثل سحب اليد عند شك الدبوس.
3. بالإضافة الى الأمراض الوراثية التي تجبر الإنسان على انواع من السلوك الذي لا يمكن رفضه. 1. يشعر الإنسان أحياناًُ على أنه مجبر على بعض أنواع من السلوك مثال: الخوف المفاجئ أو الهرب)
2. الإنسان المتشائم او المتفائل نجد افعاله نتيجة لشعوره النفسي.
3. وكذلك نجد الإنسان مُجبر أمام احداث العالم . فهو مضطر لمسايراتها 1. إن الفرد يخضع لقيود وعادات الجماعة التي يولد فيها.
فالفرد الذي يولد في اسرة فقيرة أو غنية مجبر على التكيف مع ظروف هذه الأسرة.
2. وهناك من يقول أن الفرد قادر على أن يتمرد على أوضاعه الإجتماعية.
ونقول أن هذا مجرد استثناء لأن الغالبية لا يستطيعون.
(الجبرية الإجتماعية)
ثالثاً: ابرز مذاهب الجبرية
1- مذاهب الجبرية في العصر الحديث (هيوم)
(أ) ظروف نشأة الجبرية الحديثة:
<1> الإنقلاب الاصناعي:
أثر الإنقلاب الصناعي في ظهور مذاهب الجبرية التي تتوافق مع الآلية الصناعية.
ظهرت مذاهب الحرية كرد فعل لتلك الآلية.
<2> إكتشاف حتمية حركة الأفلاك:
أدت إكتشافات "نيوتن" و "كوبرنيقوس" للقوانين التي تتحكم في مسارات الكواكب الى نقل التفسير الجبري الى سلوك الإنسان.
<3> إكتشاف الحتمية في علم الحياة:
كان هناك إعتقاد خاطئ عند العلماء أن خلايا الجسم لا تخضع لأي قيود.
الإكتشافات العلمية الحديثة وخاصة علم "الكيمياء العضوية" أثبت أن الخلية الحية هي نتاج لعدة تفاعلات كيميائية تخضع لقوانين محددة.
<4> إتساع التفسير الآلي لسلوك الأنسان.
بدأ هذا لتفسير مع إنشاء "فونت" أول معمل لعلم النفس.
بسبب إكتشاف الإرتباط بين سلوك الإنسان والتغيرات الفسيولوجية للجسم.
من أبرز مظاهر الآلية هو ظهور "المدرسة السلوكية" على يد عالم النفس الأمريكي "واطسون".
وقد رد أنصار هذه المدرسة الظواهر النفسية الى مجموعة من السلوك الخفي الناتج من الجهاز العصبي.
فأصبح سلوك الإنسان نتاج حتمي من عوامل مادية وأسباب جسمية.
ظهور نظرية "دارون" في التطور دعمت القول بالجبرية.
حيث يقول أن الإنسان تطور وفق قوانين محددة إرتبطت بظروف البيئة.
وجعلت الكائنات آلية تأخذ شكلاً لا دخل لها في إختياره.
ومع إكتشاف قوانين "مندل في الوراثة" والتي استطاع الإنسان بفضلها التحكم في نسل الكائنات الحية والتنبؤ بشكلها في المستقبل.
أصبح الإنسان في حياته ونسله وتطوره محكوماً بقوانين معينة تُحتم عليه وضعه دون تدخل إرادته.
(ب) الجبرية عند (هيوم):
<1> نبذة عن هيوم:
عاش في إتجلترا في منتصف القرن (18) وإشتهر بدراساته للمعرفة البشرية والأفعال الإنسانية.
<2> المعرفة البشرية:
يقول (هيوم) أنه بعد تحليله للمعرفة البشرية وجد أن:-
1. أن الأفكار الكلية العقلية الموجودة في العقل مأخوذة من من أشياء جزئية مادية أدركناها بالحواس من العالم الخارجي مثال: مفهوم (إنسان)
وبذلك يصبح الفكر صورة عقلية لمدركات حسية. أي أن الضرورة الحسية هي التي تتحكم في الفكر المعنوي داخل العقل.
2. هناك ضرورة أخرى تحكم إدراكنا للأشياء وهي "قانون تداعي المعاني"
ويقصد به أن إدراكي لمعاني الأشياء ليس عشوائي وإنما يخضع لعوامل معينة تؤدي الى تسلسل الأفكار وهذه القوانين هي (التشابه- الترابط – التسلسل)
مما يجعل معنى معين يؤدي بنا الى معنى آخر مرتبط به (مثل قوانين الجاذبية في حتميتها)
مثال: إذا نظرت الى صورة شخص لفإنها تستدعي في ذهنك صورة شخص آخر ......وهكذا.
3. يرى هيوم أن "مبدأ السببية" في حقيقته غير موجود في العالم الخارجي وإنما هو مجرد عادة عقلية فقط.
فتكرار حدوث الظواهر بترتيب معين جعلنا نعتقد خطأ في وجود السببية. (السببية اقل قوة من الحتمية)
<3> آلية وحتمية الأفعال الإنسانية:
ترتب على ما سبق:
1. قرر هيوم أن الأفعال الإنسانية أيضاً آلية ولا تحدث نتيجة وجود إرادة حره.
2. أن الأفعال الأنسانية تخضع لــ)وظائف الجسم والإدراك والعالم الخارجي)
3. يرى أن الأفعال العقلية الإرادية لا تستطيع تحريك أعضاء الجسم بل هي نتاج لنشاط الأعضاء والحواس.
4. يرى هيوم أن الحرية المزعومة للفعل الإرادي غير موجودة:
5. فهو يرى انها عمل طبيعي آلي تحكمه أحداث محسوسة هي:
"العلاقة الضرورية الموجودة بين البواعث من جهة والأفعال من جهة أخرى" (فلو عُرفت البواعث سهل التنبؤ بشكل الأفعال و التحكم فيها)
6. الخلاصة: (أنه لا يوجد إرادة حره) فهي عنده مزعومه أي غير حقيقية.
مذاهب الحرية
الحرية الفردية وأدلة وجودها
(أ) تعريف الحرية:-
1. إختلف البعض حول تعريفها حتى قال البعض أننا لا نستطيع تعريفها فنحن نعيشها ونمارسها فقط.
2. ومن أشهر تعريفات الحرية "الإرادة الفردية التي تختار الفعل وتميزه عن روية وتدبر مع إمكان عدم إختيار الفعل أو القدرة على إختيار نقيضه".
(ب) أدلة وجود الحرية:-
الدليل الجسمي الدليل النفسي الدليل الإجتماعي
1. الدوافع الفطرية مثل العطش والأفعال اللاإرادية المنعكسة لا يمكن للإنسان السيطرة عليها أو التدخل بها.
2. ولكن هناك مجموعة أخرى من الأفعال الجسمية يمكن السيطرة عليها مثل تحريك أعضاء الجسم أو القدرة على علاج الأمراض. 1. إن الإنسان يشعر داخله بأنه يسيطر على أفعاله ويوجهها حسب رغباته وبأنه يملك إرادة حرة تجعله يختار هذا ولا يختار ذاك. وهذا الشعور الداخلي لا يمكن إنكاره لأنه بديهية واضحة ولا تحتاج لبرهان.
2. أيضاً حين ننسب كل فعل لصاحبه ونحمله مسؤليته فهذا أكبر دليل على الحرية. 1. إن وسائل الضبط المنتشرة في المجتمع سواء كانت (العرفية أو الرسمية.) تفترض حرية الفرد لأنها تحدد جزاءات الأفعال التي لا تتفق مع تقاليد وعادات المجتمع بالعقاب كما تحدد مكافآت الأفعال وهذا دليل على أن الإنسان حر
يبع
الإنسان ومشكلة الحرية
من المنظور
الإجتماعي الغربي
مذاهب الجبرية
الجبرية وادلة وجودها
اولاً: الجبرية والحتمية
معنى الجبرية معنى الحتمية
تقال على السلوك الإنساني بمعنى:
عجز الإرادة الإنسانية عن الإختيار والتحكم في السلوك لإن حياة الإنسان تخضع لمؤثرات وظروف خارجة عن إرادته.
وهي حسب ما يذهب اليه كل فيلسوف مثل:
*قدرة الله أو الظروف الطبيعية الحتمية تُقال على العالم الطبيعي بمعنى:
أن كل ظاهرة طبيعية لاتحدث بالصدفة ولكن مقيدة بشروط.تُحتم حدوثها بشكل محدد.
مثال
إذا توفر شرط وجود الحرارة فإنه يؤدي الى تمدد المعادن.
ثانياً: أدلة وجود الجبرية عند الإنسان:
الدليل الجسمي الدليل النفسي الدليل الإجتماعي
1. إن دوافع الإنسان الفطرية تجبره على أنواع من السلوك لإشباعها ومن أمثلتها (الجوع والعطش) فالإنسان يأكل لوجود دافع الجوع ويشرب لوجود دافع العطش
2. إن الأفعال اللاإرادية تدفع الإنسان الى سلوك جبري مثل سحب اليد عند شك الدبوس.
3. بالإضافة الى الأمراض الوراثية التي تجبر الإنسان على انواع من السلوك الذي لا يمكن رفضه. 1. يشعر الإنسان أحياناًُ على أنه مجبر على بعض أنواع من السلوك مثال: الخوف المفاجئ أو الهرب)
2. الإنسان المتشائم او المتفائل نجد افعاله نتيجة لشعوره النفسي.
3. وكذلك نجد الإنسان مُجبر أمام احداث العالم . فهو مضطر لمسايراتها 1. إن الفرد يخضع لقيود وعادات الجماعة التي يولد فيها.
فالفرد الذي يولد في اسرة فقيرة أو غنية مجبر على التكيف مع ظروف هذه الأسرة.
2. وهناك من يقول أن الفرد قادر على أن يتمرد على أوضاعه الإجتماعية.
ونقول أن هذا مجرد استثناء لأن الغالبية لا يستطيعون.
(الجبرية الإجتماعية)
ثالثاً: ابرز مذاهب الجبرية
1- مذاهب الجبرية في العصر الحديث (هيوم)
(أ) ظروف نشأة الجبرية الحديثة:
<1> الإنقلاب الاصناعي:
أثر الإنقلاب الصناعي في ظهور مذاهب الجبرية التي تتوافق مع الآلية الصناعية.
ظهرت مذاهب الحرية كرد فعل لتلك الآلية.
<2> إكتشاف حتمية حركة الأفلاك:
أدت إكتشافات "نيوتن" و "كوبرنيقوس" للقوانين التي تتحكم في مسارات الكواكب الى نقل التفسير الجبري الى سلوك الإنسان.
<3> إكتشاف الحتمية في علم الحياة:
كان هناك إعتقاد خاطئ عند العلماء أن خلايا الجسم لا تخضع لأي قيود.
الإكتشافات العلمية الحديثة وخاصة علم "الكيمياء العضوية" أثبت أن الخلية الحية هي نتاج لعدة تفاعلات كيميائية تخضع لقوانين محددة.
<4> إتساع التفسير الآلي لسلوك الأنسان.
بدأ هذا لتفسير مع إنشاء "فونت" أول معمل لعلم النفس.
بسبب إكتشاف الإرتباط بين سلوك الإنسان والتغيرات الفسيولوجية للجسم.
من أبرز مظاهر الآلية هو ظهور "المدرسة السلوكية" على يد عالم النفس الأمريكي "واطسون".
وقد رد أنصار هذه المدرسة الظواهر النفسية الى مجموعة من السلوك الخفي الناتج من الجهاز العصبي.
فأصبح سلوك الإنسان نتاج حتمي من عوامل مادية وأسباب جسمية.
ظهور نظرية "دارون" في التطور دعمت القول بالجبرية.
حيث يقول أن الإنسان تطور وفق قوانين محددة إرتبطت بظروف البيئة.
وجعلت الكائنات آلية تأخذ شكلاً لا دخل لها في إختياره.
ومع إكتشاف قوانين "مندل في الوراثة" والتي استطاع الإنسان بفضلها التحكم في نسل الكائنات الحية والتنبؤ بشكلها في المستقبل.
أصبح الإنسان في حياته ونسله وتطوره محكوماً بقوانين معينة تُحتم عليه وضعه دون تدخل إرادته.
(ب) الجبرية عند (هيوم):
<1> نبذة عن هيوم:
عاش في إتجلترا في منتصف القرن (18) وإشتهر بدراساته للمعرفة البشرية والأفعال الإنسانية.
<2> المعرفة البشرية:
يقول (هيوم) أنه بعد تحليله للمعرفة البشرية وجد أن:-
1. أن الأفكار الكلية العقلية الموجودة في العقل مأخوذة من من أشياء جزئية مادية أدركناها بالحواس من العالم الخارجي مثال: مفهوم (إنسان)
وبذلك يصبح الفكر صورة عقلية لمدركات حسية. أي أن الضرورة الحسية هي التي تتحكم في الفكر المعنوي داخل العقل.
2. هناك ضرورة أخرى تحكم إدراكنا للأشياء وهي "قانون تداعي المعاني"
ويقصد به أن إدراكي لمعاني الأشياء ليس عشوائي وإنما يخضع لعوامل معينة تؤدي الى تسلسل الأفكار وهذه القوانين هي (التشابه- الترابط – التسلسل)
مما يجعل معنى معين يؤدي بنا الى معنى آخر مرتبط به (مثل قوانين الجاذبية في حتميتها)
مثال: إذا نظرت الى صورة شخص لفإنها تستدعي في ذهنك صورة شخص آخر ......وهكذا.
3. يرى هيوم أن "مبدأ السببية" في حقيقته غير موجود في العالم الخارجي وإنما هو مجرد عادة عقلية فقط.
فتكرار حدوث الظواهر بترتيب معين جعلنا نعتقد خطأ في وجود السببية. (السببية اقل قوة من الحتمية)
<3> آلية وحتمية الأفعال الإنسانية:
ترتب على ما سبق:
1. قرر هيوم أن الأفعال الإنسانية أيضاً آلية ولا تحدث نتيجة وجود إرادة حره.
2. أن الأفعال الأنسانية تخضع لــ)وظائف الجسم والإدراك والعالم الخارجي)
3. يرى أن الأفعال العقلية الإرادية لا تستطيع تحريك أعضاء الجسم بل هي نتاج لنشاط الأعضاء والحواس.
4. يرى هيوم أن الحرية المزعومة للفعل الإرادي غير موجودة:
5. فهو يرى انها عمل طبيعي آلي تحكمه أحداث محسوسة هي:
"العلاقة الضرورية الموجودة بين البواعث من جهة والأفعال من جهة أخرى" (فلو عُرفت البواعث سهل التنبؤ بشكل الأفعال و التحكم فيها)
6. الخلاصة: (أنه لا يوجد إرادة حره) فهي عنده مزعومه أي غير حقيقية.
مذاهب الحرية
الحرية الفردية وأدلة وجودها
(أ) تعريف الحرية:-
1. إختلف البعض حول تعريفها حتى قال البعض أننا لا نستطيع تعريفها فنحن نعيشها ونمارسها فقط.
2. ومن أشهر تعريفات الحرية "الإرادة الفردية التي تختار الفعل وتميزه عن روية وتدبر مع إمكان عدم إختيار الفعل أو القدرة على إختيار نقيضه".
(ب) أدلة وجود الحرية:-
الدليل الجسمي الدليل النفسي الدليل الإجتماعي
1. الدوافع الفطرية مثل العطش والأفعال اللاإرادية المنعكسة لا يمكن للإنسان السيطرة عليها أو التدخل بها.
2. ولكن هناك مجموعة أخرى من الأفعال الجسمية يمكن السيطرة عليها مثل تحريك أعضاء الجسم أو القدرة على علاج الأمراض. 1. إن الإنسان يشعر داخله بأنه يسيطر على أفعاله ويوجهها حسب رغباته وبأنه يملك إرادة حرة تجعله يختار هذا ولا يختار ذاك. وهذا الشعور الداخلي لا يمكن إنكاره لأنه بديهية واضحة ولا تحتاج لبرهان.
2. أيضاً حين ننسب كل فعل لصاحبه ونحمله مسؤليته فهذا أكبر دليل على الحرية. 1. إن وسائل الضبط المنتشرة في المجتمع سواء كانت (العرفية أو الرسمية.) تفترض حرية الفرد لأنها تحدد جزاءات الأفعال التي لا تتفق مع تقاليد وعادات المجتمع بالعقاب كما تحدد مكافآت الأفعال وهذا دليل على أن الإنسان حر
يبع