جدل بين علماء الأزهر حول جواز تأجيل الحج والعمرة
كتب أحمد البحيرى ٢١/ ٧/ ٢٠٠٩
أثارت وفاة أول سيدة مصرية بفيروس «H١N١» المعروف بـ«أنفلونزا الخنازير» مساء أمس الأول عقب عودتها من أداء العمرة، الجدل بين علماء وشيوخ الأزهر حول مدى جواز تأجيل أداء الحج والعمرة بسبب انتشار الفيروس.
وأعلن الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، رفضه إمكانية تأجيل الحج والعمرة بسبب «أنفلونزا الخنازير»، وقال فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: لا يصح ولا يجوز شرعا أن توقف الدولة رحلات الحج والعمرة لقول النبى «صلى الله عليه وسلم» (لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى فيه فى أى ساعة شاء من ليل أو نهار) رواه أحمد والترمذى.
وأعرب هاشم عن استغرابه الشديد من عدم توصل الطب حتى الآن إلى الأمصال الواقية من فيروس «أنفلونزا الخنازير» قائلا: ليس من المعقول مطلقا حتى هذه اللحظة أن يقف الطب والأطباء مكتوفى الأيدى دون أن يقدموا المصل الواقى لهذا الوباء.
وأضاف: أقول للأطباء لا يوجد داء إلا وله دواء لقول الرسول «صلى الله عليه وسلم» (تداووا عباد الله فإن الله لم يخلق داء إلا وخلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله) ولابد أن يتحرك الأطباء ورجال صناعة الدواء للتوصل إلى الأمصال الواقية من فيروس «أنفلونزا الخنازير» وغيره من الأمراض والفيروسات.
وأشار هاشم إلى ضرورة تشديد كل دولة للإجراءات الوقائية بها ضد «أنفلونزا الخنازير» وأن تقوم بفحص كل القادمين إليها، مشددا على ثقته الكبيرة فى الجهود التى يقوم بها خادم الحرمين الشريفين وسلطات المملكة العربية السعودية فى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع انتشار «أنفلونزا الخنازير».
بينما يرى الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلامية أنه لا مانع شرعا من تأجيل أداء الحج والعمرة بسبب انتشار فيروس «أنفلونزا الخنازير» قائلا: إن الشريعة الإسلامية تفرض الحج على المستطيع الذى يأمن على نفسه وماله، وإذا انعدم الأمن على الصحة بانتشار الوباء فلا مانع شرعا من التأجيل.
وأضاف: يتأكد هذا التأجيل فى حق كبار السن والمرضى حتى لا تتكرر مأساة تلك السيدة التى توفيت بعد عودتها من أداء العمرة وقد أصيبت بـ«أنفلونزا الخنازير» إلا أنه نظرا لمرضها بالقلب لم تتعاف وماتت.
وأشار عبدالجليل إلى أن لكل دولة أن تقرر موقفها من إمكانية تأجيل الحج والعمرة بسبب انتشار «أنفلونزا الخنازير»، وأنه على وزارء الصحة أن تضع الاحتياطات الواجبة واللازمة فى كل الموانئ وصالات سفر ووصول المواطنين.
وأكد عبدالجليل أن الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، أصدر تعليماته المشددة إلى عمال النظافة وأمناء المساجد بجميع أنحاء الجمهورية، بضرورة الاهتمام بنظافة المساجد قبل وبعد أداء الصلوات، خاصة فى صلاة الجمعة حيث تزداد كثافة أعداد المصلين منعا لتفشى مرض «أنفلونزا الخنازير»، مشيرا إلى أن الوزير أصدر توجيهاته إلى جميع أئمة المساجد التابعة لوزارة الأوقاف بتناول موضوع الساعة فى خطب الجمعة وهو «أنفلونزا الخنازير» وتوعية المواطنين بطبيعة المرض وأسبابه وكيفية الوقاية منه.
وأوضح الدكتور جودة عبدالغنى بسيونى، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه لا مانع شرعاً من تأجيل أداء مناسك الحج والعمرة إذا حدث ما يضر المسلمين، استناداً إلى القاعدة الفقهية (درء المفاسد مقدم على جلب المنافع) ، ولقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا نزل الطاعون فى أرض وأنتم خارجها فلا تدخلوها، وإذا نزل وأنتم داخلها فلا تخرجوا منها»، وعلى الرغم من أن أداء الحج فريضة، فإنه فريضة على التوسع أو التراخى.
وقال جودة: من المعروف شرعاً أن للحج والعمرة مواقيت مكانية لا يتجاوزها الإنسان إلا محرماً، إلا أن فريضة الحج تنفرد بأن لها مواقيت زمانية لقول المولى عز وجل (الحج أشهر معلومات) أما العمرة فليس لها ميقات زمانى لأنها تجوز فى أى وقت من العام، ومن الخطأ أن نقول عمرة رجب أو شعبان أو رمضان، لأن أداء العمرة يجوز فى أى وقت فى العام.
منقول عن المصري اليوم
كتب أحمد البحيرى ٢١/ ٧/ ٢٠٠٩
أثارت وفاة أول سيدة مصرية بفيروس «H١N١» المعروف بـ«أنفلونزا الخنازير» مساء أمس الأول عقب عودتها من أداء العمرة، الجدل بين علماء وشيوخ الأزهر حول مدى جواز تأجيل أداء الحج والعمرة بسبب انتشار الفيروس.
وأعلن الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، رفضه إمكانية تأجيل الحج والعمرة بسبب «أنفلونزا الخنازير»، وقال فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: لا يصح ولا يجوز شرعا أن توقف الدولة رحلات الحج والعمرة لقول النبى «صلى الله عليه وسلم» (لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى فيه فى أى ساعة شاء من ليل أو نهار) رواه أحمد والترمذى.
وأعرب هاشم عن استغرابه الشديد من عدم توصل الطب حتى الآن إلى الأمصال الواقية من فيروس «أنفلونزا الخنازير» قائلا: ليس من المعقول مطلقا حتى هذه اللحظة أن يقف الطب والأطباء مكتوفى الأيدى دون أن يقدموا المصل الواقى لهذا الوباء.
وأضاف: أقول للأطباء لا يوجد داء إلا وله دواء لقول الرسول «صلى الله عليه وسلم» (تداووا عباد الله فإن الله لم يخلق داء إلا وخلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله) ولابد أن يتحرك الأطباء ورجال صناعة الدواء للتوصل إلى الأمصال الواقية من فيروس «أنفلونزا الخنازير» وغيره من الأمراض والفيروسات.
وأشار هاشم إلى ضرورة تشديد كل دولة للإجراءات الوقائية بها ضد «أنفلونزا الخنازير» وأن تقوم بفحص كل القادمين إليها، مشددا على ثقته الكبيرة فى الجهود التى يقوم بها خادم الحرمين الشريفين وسلطات المملكة العربية السعودية فى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع انتشار «أنفلونزا الخنازير».
بينما يرى الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلامية أنه لا مانع شرعا من تأجيل أداء الحج والعمرة بسبب انتشار فيروس «أنفلونزا الخنازير» قائلا: إن الشريعة الإسلامية تفرض الحج على المستطيع الذى يأمن على نفسه وماله، وإذا انعدم الأمن على الصحة بانتشار الوباء فلا مانع شرعا من التأجيل.
وأضاف: يتأكد هذا التأجيل فى حق كبار السن والمرضى حتى لا تتكرر مأساة تلك السيدة التى توفيت بعد عودتها من أداء العمرة وقد أصيبت بـ«أنفلونزا الخنازير» إلا أنه نظرا لمرضها بالقلب لم تتعاف وماتت.
وأشار عبدالجليل إلى أن لكل دولة أن تقرر موقفها من إمكانية تأجيل الحج والعمرة بسبب انتشار «أنفلونزا الخنازير»، وأنه على وزارء الصحة أن تضع الاحتياطات الواجبة واللازمة فى كل الموانئ وصالات سفر ووصول المواطنين.
وأكد عبدالجليل أن الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، أصدر تعليماته المشددة إلى عمال النظافة وأمناء المساجد بجميع أنحاء الجمهورية، بضرورة الاهتمام بنظافة المساجد قبل وبعد أداء الصلوات، خاصة فى صلاة الجمعة حيث تزداد كثافة أعداد المصلين منعا لتفشى مرض «أنفلونزا الخنازير»، مشيرا إلى أن الوزير أصدر توجيهاته إلى جميع أئمة المساجد التابعة لوزارة الأوقاف بتناول موضوع الساعة فى خطب الجمعة وهو «أنفلونزا الخنازير» وتوعية المواطنين بطبيعة المرض وأسبابه وكيفية الوقاية منه.
وأوضح الدكتور جودة عبدالغنى بسيونى، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه لا مانع شرعاً من تأجيل أداء مناسك الحج والعمرة إذا حدث ما يضر المسلمين، استناداً إلى القاعدة الفقهية (درء المفاسد مقدم على جلب المنافع) ، ولقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا نزل الطاعون فى أرض وأنتم خارجها فلا تدخلوها، وإذا نزل وأنتم داخلها فلا تخرجوا منها»، وعلى الرغم من أن أداء الحج فريضة، فإنه فريضة على التوسع أو التراخى.
وقال جودة: من المعروف شرعاً أن للحج والعمرة مواقيت مكانية لا يتجاوزها الإنسان إلا محرماً، إلا أن فريضة الحج تنفرد بأن لها مواقيت زمانية لقول المولى عز وجل (الحج أشهر معلومات) أما العمرة فليس لها ميقات زمانى لأنها تجوز فى أى وقت من العام، ومن الخطأ أن نقول عمرة رجب أو شعبان أو رمضان، لأن أداء العمرة يجوز فى أى وقت فى العام.
منقول عن المصري اليوم