معالم في الطريق
هذا الكتاب ما زال يثير الجدل حتى بين المثقفين ، بل يعتبره البعض الشرارة الأولى لفتيل التطرف في العالمين العربي والإسلامي
ومعروف عن الشيخ سيد قطب أنه أديب وشاعر قبل أن يكون باحثا في الأمور الدينية ، وله أسلوبه الآثر المميز ، ونحن لسنا مع أو ضد كل الأفكار التي وردت به ، ولكنه كتاب يستحق القراءة غير مرة
وقد اشتمل الكتاب على الموضوعات التالية :
1. جيل قرآني فريد ، تكلم فيه عن جيل الصحابة رضي الله عنهم ، وبين أهم خصائصهم التي تفردوا بها عن غيرهم .
2. طبيعة المنهج القرآني ، تكلم فيه عن منهج القرآن الكريم في عرض العقيدة ، وفي التعامل مع النفس الإنسانية في كل أطوار حياتها ، ارتفاعاً وهبوطاً ...
3. نشأَة المُجتَمع المُسْلِم وَخَصَائِصُه ، بين فيه كيف نشأ المجتمع المسلم في مكة المكرمة ، من مجموعة من الأشخاص اعتنقوا عقيدة واحدة يقودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف فاصلوا قومهم ، وكيف كانوا يتلقون ما ينزل من القرآن الكريم ، وكيف كانوا يدعون إلى الله ، وكيف تحملوا في سبيل ذلك المشاق العظام ، التي تنوء بحملها الجبال الراسيات .
4. الجِهَادُ في سَبِيْل الله ، تكلم فيه عن مراحل تشريع الجهاد في سبيل الله ، وما آل إليه ، وردَّ على فقهاء الهزيمة ، الذين ينكرون جهاد الطلب تحت وطأة الواقع ، وضعف الإيمان ، بحيث لم يبقِ لمن داء بعده كلاماً .
5. لا إِله إِلاّ اللهُ مَنْهَجُ حَيَاة ، بين معناها بشكل نادر ، ثم أقام الأدلة القاطعة على أنها منهج حياة متكامل ، وليست مجرد كلمة تقال على الألسنة ، بل هي انقلاب جذري في حياة من صدَّق بها ، وهي كذلك منهج حياة للفرد والأسرة والمجتمع ، بحيث أصبح معتنقها لا يتلقَّى أي شيء من أمور دينه إلا من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عنه ، فقد كفر بكل الطواغيت وآمن بالله حقًّا وصدقاً ..
6. شَريعَةٌ كَوْنِيّة ، إن الإسلام حين يقيم بناءه كله على هذا الأساس ، بحيث تمثل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله منهج الحياة في الإسلام ، وتصور ملامح هذا المنهج ، وتقرر خصائصه .. إن التصور الإسلامي يقوم على أساس أن هذا الوجود كله من خلق الله ، اتجهت إرادة الله إلى كونه فكان ، وأودعه الله - سبحانه - قوانينه التي يتحرك بها ، والتي تتناسق بها حركة أجزائه فيما بينها ، كما تتناسق بها حركته الكلية سواء . والإنسان من هذا الوجود الكوني ، والقوانين التي تحكم فطرته ليست بمعزل عن ذلك الناموس الذي يحكم الوجود كله ،وما من كلمة من كلمات الله ، ولا أمر ولا نهي ، ولا وعد ولا وعيد ، ولا تشريع ولا توجيه .. . إلا هي شطر من الناموس العام ، وصادقة في ذاتها صدق القوانين التي نسميها القوانين الطبيعية - أي القوانين الإلهية الكونية - التي نراها تتحقق في كل لحظة ، بحكم ما في طبيعتها من حق أزلي أودعه الله فيها ، وهي تتحقق بقدر الله . و" الشريعة " التي سنَّها الله لتنظيم حياة البشر هي - من ثم - شريعة كونية . بمعنى أنها متصلة بناموس الكون العام ، ومتناسقة معه .. ومن ثم فإن الالتزام بها ناشئ من ضرورة تحقيق التناسق بين حياة الإنسان ، وحركة الكون الذي يعيش فيه .. بل من ضرورة تحقيق التناسق بين القوانين التي تحكم فطرة البشر المضمرة والقوانين التي تحكم حياتهم الظاهرة . وضرورة الالتئام بين الشخصية المضمرة والشخصية الظاهرة للإنسان
7. الإِسْلامُ هُوَ الحَضَارَة ، تكلم عن الحضارات في العالم ، وبين أنها تشمل الجانب المادي فقط من حياة الإنسان ، وأنها تحمل بذور فسادها في طياتها ، وأنه تتنكر للقيم والمثل العليا ، وأنها حولت الإنسان إلى مجرد آلة ، بل إلى حيوان لا همَّ له إلا إرواء شهواته وغرائزه الدنيئة كالحيوان تماماً ، ثم تكلم عن الحضارة الإسلامية ، وبين خصائصها ، ثم بين أن الإسلام هو وحده الذي يمثل الحضارة الإنسانية الرفيعة الآمنة المطمئنة ، النظيفة العفيفة ، الراقية ، الموافقة للفطرة السوية ، فمتى التزم به أصحابه عقيدة وعبادة ومنهج حياة سعدوا في الدارين ، وقدموا للعالم السعادة والأمن والطمأنينة ...
8. التَصَوّر الإسلامي وَالثَقَافَة ، بين أن المسلم ينطلق في جميع تصوراته من خلال كتاب ربه وسنة رسوله ، ومن ثم فإن التصور الإسلامي عن الإنسان والكون والحياة منبثق من الإسلام وحده ليس إلا ، والثقافة التي يتلقاها المسلم هي نابعة من دينه فقط ، ومن ثم فهو يزن كل شيء يرد إليه بهذا الميزان الرباني الرفيع ، ومن ثم فهو يرفض جميع الثقافات المخالفة للإسلام ، مهما نمقها أصحابها وزركشوها .
9. جِنْسِيّة المُسْلِم وَعَقِيدَتُه ، بين فيه أن جنسية المسلم الحقيقية والتي تجمع بين المسلمين إنما هي نابعة من دينه ، فهو يوالي المسلمين أينما كانوا ، ويعادي الكافرين أينما كانوا ومن كانوا ، ومن ثم فالمسلم لا يؤمن بهذه الحدود المصطنعة التي فرضها أعداء الإسلام على المسلمين ، ولا يؤمن بأي ولاء مخالف لولاء العقيدة .
10. نَقْلةٌ بَعِيدَة ، بين فيها أن الإسلام نسيج وحده فهو ينشئ تصورا للوجود والحياة يخالف سائر التصورات الأرضية ، لأنها تصورات جاهلية بعيدة عن الوحي ، ومن ثم فلا يقبل أي تصور منها ، ولا يرقع فيه ، وحتى لو حدث تشابه في بعض الجزئيات فالفارق كبير بينهما لاختلاف مصدر التلقي ، فالمسلم لا يأخذ أي شيء من تصوراته للحياة إلا من وحي دينه ، ومن ثم فلا لقاء بين الإسلام والجاهلية ، ولا بين الحق والباطل ....
11. اسْتِعْلاءُ الإِيمَان ، ويعني به :الاستعلاء التي يجب أن تستقر عليها نفس المؤمن إزاء كل شيء ، وكل وضع ، وكل قيمة ، وكل أحد ، الاستعلاء بالإيمان وقيمه على جميع القيم المنبثقة من أصل غير أصل الإيمان .
الاستعلاء على قوى الأرض الحائدة عن منهج الإيمان . وعلى قيم الأرض التي لم تنبثق من أصل الإيمان . وعلى تقاليد الأرض التي لم يصغها الإيمان ، وعلى قوانين الأرض التي لم يشرعها الإيمان ، وعلى أوضاع الأرض التي لم ينشئها الإيمان .
الاستعلاء .. مع ضعف القوة ، وقلة العدد ، وفقر المال ، كالاستعلاء مع القوة والكثرة والغنى على السواء .
الاستعلاء الذي لا يتهاوى أمام قوة باغية ، ولا عرف اجتماعي ولا تشريع باطل ، ولا وضع مقبول عند الناس ولا سند له من الإيمان .
والاستعلاء بالإيمان ليس مجرد عزمة مفردة ، ولا نخوة دافعة ، ولا حماسة فائرة ، إنما هو الاستعلاء القائم على الحق الثابت المركوز في طبيعة الوجود . الحق الباقي وراء منطق القوة ، وتصور البيئة ، واصطلاح المجتمع ، وتعارف الناس ، لأنه موصول بالله الحي الذي لا يموت .
12. هَذَا هُوَ الطَرِيْق ، تكلم فيها عن قصة أصحاب الأخدود ، وما هي العبرة منها ، حيث قال : " إنها قصة فئة آمنت بربها ، واستعلنت حقيقة إيمانها . ثم تعرضت للفتنة من أعداء جبارين بطاشين مستهترين بحق " الإنسان " في حرية الاعتقاد بالحق والإيمان بالله العزيز الحميد ، وبكرامة الإنسان عند الله عن أن يكون لعبة يتسلى بها الطغاة بآلام تعذيبها ، ويتلهون بمنظرها في أثناء التعذيب بالحريق !
وقد ارتفع الإيمان بهذه القلوب على الفتنة ، وانتصرت فيها العقيدة على الحياة ، فلم ترضخ لتهديد الجبارين الطغاة ، ولم تفتن عن دينها ، وهي تحرق بالنار حتى تموت .
لقد تحررت هذه القلوب من عبوديتها للحياة ، فلم يستذلها حب البقاء وهي تعاين الموت بهذه الطريقة البشعة ، وانطلقت من قيود الأرض وجواذبها جميعاً ، وارتفعت على ذواتها بانتصار العقيدة على الحياة فيها ."
الكتاب نسخة وورد ، حمل من هذا الرابط
http://www.4shared.com/file/116277524/3d4ba025/___online.html